وكافى (ونعم الوكيل) عطف : إما على جملة : وهو حسبى والمخصوص محذوف ، وإما على : حسبى ؛ أى : وهو نعم الوكيل ، فالمخصوص هو الضمير المتقدم على ما صرح به صاحب المفتاح وغيره فى نحو : زيد نعم الرجل ...
______________________________________________________
(فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ)(١) بحسبك درهم. وهذا يرد على من زعم أنها اسم فعل ، فإن العوامل اللفظية لا تدخل على أسماء الأفعال باتفاق ، وأما قول صاحب الصحاح حسبك درهم أى : كفاك ، فهو بيان للمعنى بالمآل ؛ لأن مآل المعنيين واحد لا بيان ؛ لأنه اسم فعل. (قوله : وكافى) عطفه على ما قبله عطف تفسير ، ثم يحتمل أن المراد كافى فى جميع المهمات حتى فى إجابة هذا السؤال ، ويحتمل الكفاية فى ذلك وعليه فتكون الجمل منتظمة (قوله : عطف إلخ) إنما جعل الواو عاطفة ؛ لأن الأصل فيها العطف ، ولعدم صحة جعلها للحال ؛ لأن الجملة الحالية لا تكون إنشائية ولا يصح جعلها اعتراضية ؛ لأن الاعتراض لا يكون فى آخر الكلام ، ولعدم تضمنه نكتة جزيلة. (قوله : إما على جملة : وهو حسبى وإما على : حسبى) إنما انحصر العطف فى هذين ؛ لأن المتقدم ثلاث جمل لا يصح العطف على الأولى منها لعدم الجامع ، ولكونها حالا ؛ والإنشائية لا تكون حالا. ولا على الثانية ؛ لأنها معللة ، وهذه لا تصلح للتعليل فتعين الثالثة ، فإما أن يكون العطف عليها بتمامها ، أو على جزئها (قوله : والمخصوص) أى : بالمدح محذوف والأصل : ونعم الوكيل الله ، وعلى هذا فيجعل المخصوص إما مبتدأ والجملة قبله خبر ، أو خبره محذوف ، أو يجعل خبر المحذوف (قوله : وإما على حسبي) أى : وإن لزم عليه عطف الجملة على المفرد ؛ لأنه يجوز إذا تضمن المفرد معنى الفعل كما هنا ؛ لأن حسبى فى معنى يحسبني. (قوله : فالمخصوص هو الضمير) أى : الواقع مبتدأ ؛ لأن ونعم الوكيل عطف على الخبر. (قوله : على ما صرح إلخ) إنما صرح بهذا العزو ؛ لأن تقدم المخصوص خلاف الشائع إذ الشائع أن المخصوص يذكر بعد والجملة قبله خبر ، أو خبره محذوف ، أو يجعل خبر المحذوف ، وهنا قد وقع مبتدأ مقدما ، فلما كان هذا الوجه خلاف الشائع.
__________________
(١) الأنفال : ١٦.