منهما ، سبب للحياة.
فالأول ، سبب لحياة القلوب. والثاني ، سبب لحياة الأرض.
وشبّهت ، شبههم التي يتمسكون بها ، في الاستمرار على كفرهم ونفاقهم ، بالظلمات. ووعدهم (١) في الظاهر على إسلامهم ، بالرعد. فانه صياح بلا طائل.
ووعيدهم في نفس الأمر ، بالبرق. فانه نار محرقة. وما يصيبهم من الأفزاع والبلايا من جهة المسلمين ، بالصواعق. واظهارهم الايمان ، حذرا عن اصابة هذه المصيبات بجعل (٢) الأصابع ، في الأذان من الصواعق ، حذر الموت. واحتيازهم لما يلمع لهم وشديد ركونه ، بمشيهم في مطرح ضوء البرق كلما أضاء لهم. وتحيرهم وتوقفهم من الأمر ، حين يعنّ لهم مصيبة ، بتوقفهم إذا أظلم عليهم.
وشبّه على الثاني ، ما وقع المنافقون فيه ، من الضلالة وما خبطوا فيه ، من الحيرة والدهشة ، بحال من أخذتهم السماء ، في ليلة تكاثف ظلمتها ، بتراكم السحب واتصال قطراتها وتواتر فيها الرعود الهائلة والبروق المخيفة والصواعق المهلكة.
وهم في أثناء ذلك يزاولون غمرات الموت.
ولا شك ، انك إذا تصورت حالهم بهذه المثابة ، حصل في نفسك هيئة عجيبة توصلك الى معرفة حال المنافقين ، على وجه ، يتقاصر عنه ، تشبيهك اسلام المنافقين والشبهات.
(وفي كتاب التوحيد (٣) : بإسناده الى أبي هاشم الجعفري : عن أبي جعفر الثاني ـ عليه السلام ـ حديث طويل ، وفيه يقول ـ عليه السلام ـ : قولك ان الله قدير ، خبرت أنه لا يعجزه شيء. فنفيت بالكلمة العجز. وجعلت العجز سواه.
__________________
(١) أ ، ر : ورعدهم.
(٢) أ : يجعل.
(٣) التوحيد / ١٩٣.