وإذا كانت الميم بدلا من الواو التي هي عين فكيف جاز له الجمع بينهما؟
فالجواب : أن أبا علي حكى (١) لنا عن أبي بكر وأبي إسحاق أنهما ذهبا إلى أن الشاعر جمع بين العوض والمعوض عنه ، لأن الكلمة مجهورة منقوصة.
وأجاز أبو علي أيضا فيه وجها آخر ، وهو أن تكون الواو في «فمويهما» لاما في موضع الهاء من أفواه ، وتكون الكلمة تعتقب عليها لامان هاء مرة وواو أخرى ، فيجرى هذا مجرى سنة ، وعضة ، ألا تراهما في قول من قال (٢) سنوات ، وأسنتوا (٣) ، ومساناة ، و (٤) :
وعضوات تقطع اللهازما (٥)
واوين ، وتجدهما في قول من قال (٦) :
ليست بسنهاء ... |
|
... |
وبعير عاضه هاءين. وكذلك من قال (٧) :
... |
|
تأوّه آهة الرجل الحزين |
فاللام عنده هاء.
__________________
(١) حكى أبو علي أن هذا مذهب ابن السراج ، بينما قال ابن جني هذا مذهب الزجاج.
(٢) الصواب ما أثبت فإن سيبويه حكى الوجهين الواو والهاء في سنة وعضة. انظر / الكتاب (٢ / ٨٠ ـ ٨١).
(٣) أسنتوا : اسنتوا أي أصابهم السنه والجدب.
(٤) الواو يقتضيها سياق الكلام.
(٥) عجز البيت ذكر صاحب اللسان في مادة (أزم) ونسبه إلى أبي مهدية. (١٢ / ١٧). اللهازما : (م) اللهزمة ، واللهزمة : عظم ناتئ في اللحى تحت الحنك وهما لهزمتان. (ج) لهازم. القاموس المحيط (٤ / ١٧٩).
(٦) هو سويد بن الصامت الأنصاري ، وسبق شرحه والتعليق عليه.
(٧) البيت ينسب للمثقب العبدي في وصف ناقته. انظر / الخصائص (٣ / ٣٨) ، معاني القرآن للفراء (٢ / ٢٣).