فلست بمدرك ما فات منّي |
|
بلهف ولا بليت ولا لو أنّي (١) |
يريد : بلهفا.
ومن أبيات الكتاب (٢) :
وقبيل من لكيز شاهد |
|
رهط مرجوم ورهط ابن المعلّ (٣) |
يريد : المعلّى.
وهذان من الشذوذ بحيث لا يسوغ القياس عليهما. فإذا كانوا يحذفون الياء والواو الأصليتين في الوقف ، وما دخل لمعنى فجرى في اللزوم مجرى الأصل ، أو كان أشد لزوما في بعض المواضع من الأصل ، فأن ترفض الياء والواو الزائدتان في قام زيدو ، ومررت بزيدي ، ولا تتكلّفا أجدر ، وتثبت الألف في رأيت زيدا ونحوه ، كما ثبتت ألف يخشى ومثنّى.
واعتل غير سيبويه في ترك إلحاقهم المرفوع واوا والمجرور ياء بدلا في الوقف من التنوين بأن قال : كرهوا أن يقولوا : قام زيدو لئلا يشبه آخر الاسم آخر الفعل في نحو يدعو ويحلو ، وهذا غير موجود في الأسماء استثقالا له. وكذلك لو قالوا : مررت بزيدي لالتبس بالمضاف إليك نحو غلامي وصاحبي ، فكرهوا ذينك لذينك.
قال سيبويه : «وزعم أبو الخطاب أن أزد السراة يقولون : هذا زيدو ، ومررت بعمري ، جعلوه قياسا واحدا ، فأثبتوا الواو والياء كما أثبتوا الألف» (٤).
__________________
(١) لهف : الحزن والأسى. القاموس المحيط (٣ / ١٩٧). والمعنى إن الإنسان لا يستطيع أن يلحق ما فاته مهما فعل. والشاهد فيه (بلهف) حيث حذفت الألف تخفيفا يريد (بلهفا).
(٢) البيت للبيد في ديوانه (ص ١٩٩) ، والخصائص (٢ / ٢٩٣) ، وشرح شواهد شرح الشافية (ص ٢٠٧).
(٣) لكيز : هو أقصى بن عبد القيس. شاهد : حاضر. رهط : جماعة. مرجوم : سمي بذلك لأنه فاخر رجلا عند النعمان فقال له : رجمك بالشرف. والشاهد فيه (المعل) حيث حذفت الياء تخفيفا فأصله (المعلى).
(٤) الكتاب (٢ / ٢٨١).