........ |
|
وأنك مهما تأمري القلب يفعلن (١) |
وقول العجاج :
من طلل كالأتحميّ أنهجن (٢)
والتنوين الذي في جوار وغواش ، على قول أبي إسحاق ، ليس بالتنوين اللاحق بعد حركات الإعراب دلالة على التمكن والخفة وعلما للصرف ، إنما هو عنده عوض من الحركة ، فكما أن الحركة ليست علما للصرف ، ولا الاسم مختص بها دون الفعل ، فكذلك كان يلزمه على قوله هذا أن يعوض من حركة نحو يغزو ويقضي تنوينا ، فيقول يغزن ويقضن ، ويحذف لام الفعل لسكونها وسكون التنوين بعدها كما حذفها في قوله :
..... والديون تقضن
وهذا الذي ألزمناه أبا إسحاق على مذهبه الذي حكيناه عنه غير لازم للخليل وسيبويه ومن قال بقولهما ، لأن التنوين عندهما (٣) في جوار وبابه إنما هو التنوين الذي هو علم الصرف ، وليس بعوض من الحركة المحذوفة ، فيلزم أن يلحقاه الفعل عوضا من الحركة المحذوفة منه.
ومما يسأل عنه مما يقرب من هذا الضرب ما أنشده أبو زيد في نوادره ، وقرأته على أبي علي يرفعه إليه بإسناده (٤) :
__________________
(١) البيت في ديوانه (٢ / ١٣) والبيت بتمامه :
أغرك مني أن حبك قاتلي |
|
وأنك مهما تأمري القلب يفعل |
أي : قد غرك مني كون حبك قاتلي وكون قلبي منقادا لك بحيث مهما أمرته بشيء فعله. وألف الاستفهام تفيد التقرير وليست الاستفهام أو الاستخبار. والشاهد في قوله (يفعلن).
(٢) البيت ينسب للعجاج وهو بديوانه (٢ / ١٣).
طلل : ما بقي شاخصا من آثار الديار ونحوها (ج) أطلال ، طلول. أنهجن : أنهج العمل ونحوه أتعبه العمل والنهج الطريق والنهج التخلق بالسلوك.
(٣) انظر / الكتاب (٢ / ٥٦ ـ ٥٧).
(٤) النوادر (ص ٢٦١ ـ ٢٦٢) ، والأبيات تنسب لرجل من الأشعريين يكنى بأبي الخطيب.