فبادرت شربها عجلى مثابرة |
|
حتى استقت دون محنى جيدها نغما (١) |
فذكر ابن الأعرابي أنه أراد نغبا ، وهو عندي كما قال.
وأما زيادة الميم فموضعها أول الكلمة ، وحال الميم في ذلك حال الهمزة ، فمتى اجتمع معك ثلاثة أحرف أصول وفي أولها ميم ، فاقض بزيادة الميم حتى تقوم الدلالة على كونها أصلا ، وذلك نحو مشهد ، ومضرب ، ومقياس ، لأن الألف زائدة.
فإن كانت معك أربعة أحرف أصول وقبلهن ميم ، فاقض بكونها من الأصل ، كفعلك بالهمزة ، وقد ذكرناها (٢) في بابها ، وذلك نحو : مرزجوش (٣) ، ميمه فاء ، ووزنه فعللول بوزن عضرفوط (٤) ، وقرطبوس (٥).
فأما ميم مهدد (٦) فأصل ، ومثاله فعلل كجعفر ، وحبتر. ويدل على ذلك أنه لو كان مفعلا لوجب أن تدغمه ، فتقول مهدّ ، كما قالوا مسدّ ومردّ.
وأما محبب (٧) فمفعل ، وإنما لم يدغم لأنه علم ، والأعلام قد تأتي كثيرا مخالفة للأصول الأجناس ، وذلك نحو : تهلل ، ومورق ، وموظب ، ومزيد ، وحيوة ، ومعدي كرب.
فإن قلت : فهلا قلت في مهدد إنه مفعل كما قلت في محبب؟
فالجواب : أن محببا لو وجدنا له أصلا نصرفه به إلى أنه فعلل لفعلنا ، ولكان ذلك آثر عندنا من أن نحمله على ضرورة العلم ، ولكنا لم نجد في كلام العرب «م ح ب» متصرفا ، ووجدنا فيه «ح ب ب» فعدلنا إلى «ح ب ب» ضرورة.
__________________
(١) بادرت : أي أسرعت ، وبادر إليه مبادرة وبدارا أي أسرع. مادة (ب د ر) القاموس (١ / ٣٦٩) شربها : الشّرب : الماء يشرب ، والشرب النصيب منه. القاموس (١ / ٨٦). عجلى : أي مسرعة ، وهي عجول وهي عجلى (ج) عجالى وعجال. القاموس (٤ / ١٢). مثابرة : ثابر على الأمر أي واظب عليه وداوم. مادة (ث ب ر) القاموس (١ / ٣٨١). نغما : الأصوب نغبا ، والنغب جمع (م) النغبة : الجرعة. القاموس (١ / ١٣٣).
(٢) أي زيادة الهمزة وذلك في باب الهمزة.
(٣) مرزجوش : معرب مرزنكوش.
(٤) عضرفوط : ذكر العظاء. القاموس (٢ / ٣٧٣)
(٥) قرطبوس : الشديدة الضرب من العقارب والناقة العظيمة الشديدة.
(٦) مهدد : اسم امرأة.
(٧) محبب : اسم رجل.