الغداة والمغرب (١) ذكرت في كتاب (الملاعين على لسان أئِمّة الدين وزعماء المسلمين) ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم وعن الأئِمة المعصومين من آله عليهم السلام من لعن علي
__________________
الصدور والأماثل ، حكيماً فاضلاً كاتباً كاملاً ، عارفاً بأصول الكلام يذهب مذهب المعتزلة ، وذكر له ابياتاً منها :
احب الاِعتزال وناصريه |
|
ذوي الألباب والنظر الدقيق |
(شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد) ج ٤ ص ٥٧٥ طبع مصر عام ١٣٢٩. وفي (ملحقات وفيّات الأعيان) ج ٧ ص ٣٤٢ : انه اشتغل بفقه الامام الشافعي.
وقال الدكتور حامد حنفي داود الحنفي المصري المعاصر في كلمة له حول (نهج البلاغة) : ان ابن ابي الحديد ... هو عالم معتزلي فكراً ، حنفي فقها ...
الرضوي : وقد ادعى بعض القاصرين والمعاندين للحق من المعاصرين السنّيين تشيّعه تبعاً لإدعاء بعض النواصب من سلفهم ، وهو ادعاء مردود ، كما علمت ، والشيعة تقول بثبوت امامة امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام بالنص الصريح عليه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة ، وابن ابي الحديد يذكر النص في ذلك الّا انه يُؤوله تأويلا سخيفاً بارداً جحوداً منه للنص على الامام عليه السلام بالخلافة ، فهو يخالف الشيعة في عقيدتها في النصّ الصريح على الامام امير المؤمنين عليه السلام بالخلافة ، وقد نقلنا كلامه في ذلك ورددناه عليه في كتابنا (من سخيف الكلام وساقطه).
فالرجل ليس من الشيعة كما ادعاه ويدّعيه القاصرون والمعاندون لنا ، نعم انه يقول بتفضيل اِمامنا علي بن ابي طالب عليه السلام على امامه ابي بكر بن ابي قحافة وبذلك يقول الناس اجمعون عدى سخفاء العقول منهم فيقول في مفتتح كتابه (شرح نهج البلاغة) ... الحمد لله الذي تفرّد بالكمال فكل كامل سواه منقوص (الى ان يقول) : وقدّم المفضول على الأفضل لمصلحة اقتضاها التكليف. ويريد بالمفضول امامه ابا بكر ، وبالأفضل امامنا امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ، وليت شعري اذا كان يعتقد بصفة الكمال لله تعالى شأنه فكيف ينسب اليه العجز فيقول : وقدّم المفضول على الأفضل لمصلحه ... ليرى الله عاجزاً عن تقديم الافضل وايفائِه حقه فلا يؤخره عن المفضول؟ حاشا ربنا من ذلك ، فان الكامل لا يعجزه شيء ، ولا يفعل ما يستقبحه العقلاء اجمعون ، فان تقديم المفضول على الأفضل انما يفعله القاصرون والعاجزون والجائرون ، وتعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
(١) شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٢٠٠ و ٣٦٣. طبع مصر عام ١٣٢٩.