الناس سورا من حديد فافعل ، قال الشاعر :
واذا صفالك من زمانك واحد |
|
فهو المراد واين ذاك الواحد؟ |
الرضوي :
تحت التراب تجده مقبوراً وقد |
|
مضت القرون عليه ليس يشاهد |
فاطلب منالرحمن غفرانا له |
|
حيث الصفا من بعده لا يوجد |
قيل لدعبل الخزاعي الشاعر رحمه الله : ما الوحشة عندك؟ فقال : النظر الى الناس ، ثمّ انشد :
ما أكثر الناس لا بل ما أقلّهم |
|
الله يعلم انّي لم اقل فَندا (١) |
انّي لأفتح عيني حين افتحها |
|
على كثير ولكن لا ارى احدا |
قال الشيخ بهاء الدين العاملي طاب ثراه (٢) : ولله درّ من قال :
كن عن الناس جانباً |
|
وارض بالله صاحبا |
قَلِّب الناس كيف |
|
شئت تجدهم عَقاربا (٣) |
ايضاً
اَنسِتُ بوحدتي ولزِمت بيتي |
|
فطاب الأنس لي وصفا السرور |
وأدّبني الزمان فلا اُبالي |
|
بأنّي لا اُزار ولا ازور |
ولستُ بسائل ما عشت يوما |
|
اسار الجندُ ، ام ركب الأمير |
وقال بعضهم : جرّبت الناس منذ خمسين (عاماً) فما وجدت لي اخاً ستر لي عورة ، ولا غفر لي ذنباً فيما بيني وبينه ، ولا واصلني اذا قاطعته ، ولا أمنته اذا غضب ، فالاِشتغال بهؤلاء حمق كثير (٤).
__________________
(١) : كِضبا.
(٢) تقدمت ترجمته ص ٣١.
(٣) الكشكول.
(٤) التحصين في صفات العارفين.