وقد رواه أبو الحسن : ما لم ترياه (١) على التخفيف الشائع عنهم في هذا الحرف.
وقرأت على أبي عليّ في نوادر أبي زيد :
ألم تر ما لاقيت والدّهر أعصر |
|
ومن يتملّ العيش يرأ ويسمع (٢) |
كذا قرأت عليه «تر» مخفّفا (٣) ورواه غيره : «ترأ ما لا قيت» ، وقرأت عليه أيضا فيه :
ثم استمرّ بها شيحان مبتجح |
|
بالبين عنك بما يرأك شنأنا (٤) |
بوزن يرعاك. ووزن يرأ : يرع ، كما أنّ وزن ترأياه : ترعياه.
وهذا كلّه على التحقيق المرفوض في هذه الكلمة في غالب الأمر ، وشائع الاستعمال.
وعلى هذا ما أنشدوه من قول الآخر (٥) :
__________________
(١) وروى أبو زيد في النوادر (ص ١٨٥) عن أبي حاتم عن أبي عبيدة : ما لم تبصراه.
(٢) الأعصر : جمع عصر ، وهو الفترة من الزمن. مادة (عصر). اللسان (٤ / ٢٩٦٨).
(٣) قال ابن هشام : يريد أن رواية البيت : «ألم ترأ» بتحقيق الهمزة هي المناسبة لتحقيق الهمزة في عجزه : «يرأ ويسمع» ، وإنما حركت العين بالضم هنا مع أن الكلمة مجزومة لأن القافية مضمومة بدليل قوله بعده :
بأن عزيزا ظل يرمي بجوزه |
|
إليّ وراء الحاجزين ويفرع |
ووضع الشاهد في البيت : «تر» فقد جاءت مخففة على القياس. إعراب الشاهد : «تر» مضارع مجزوم بـ «لم» وعلامة الجزم حذف حرف العلة.
(٤) روى أبو زيد هذا البيت في النوادر (ص ١٨٤). شيحان : الجاد في أمره أو الغيور السيء الخلق. والأنثى : شيحى. لذا فهو غير منصرف. مادة (شيح». اللسان (٤ / ٢٣٧٢). والمبتجح : الفرح. مادة (بجح). اللسان (١ / ٢١٠). والشاهد في قوله : «يرأك» فقد أورد الشاعر الهمزة مخففة على الأصل والأقيس «يراك». إعراب الشاهد : يرأك : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضم المقدر.
(٥) قائل هذا البيت عامر بن كثير المحاربي ، شاعر مجيد.