وكذلك قول الآخر :
إلّا كخارجة المكلّف نفسه |
|
وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا (١) |
الكاف زائدة ، وتقديره إلا خارجة ، وهذا كله من الاستثناء المنقطع عن الأول ، معناه : لكن.
ومن زيادة الكاف أيضا قولنا : لي عليه كذا وكذا ، فالكاف هنا زائدة ، لأنه لا معنى للتشبيه في هذا الكلام ، إنما معناه : لي عليه عدد ما ، فلا معنى للتشبيه هنا ، وإذا لم يكن هنا تشبيه ، فالكاف زائدة ، إلا أنها زائدة لازمة ، بمنزلة «آثرا ما» (٢) ونحوه مما تقدّم ذكره ، وذا مجرور بها.
واستدل أصحابنا على أن ذا مجرور بالكاف بقوله عز اسمه : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) [الحج : ٤٨] ، فالكاف في كأيّ هي الكاف في كذا وكذا ، وإذا كانت الكاف زائدة ، فليست متعلقة بفعل ، كما أن الباء في لست بقائم لما كانت زائدة لم تكن متعلقة بفعل ، ولا معنى فعل ، ويدلك على أن الكاف في كذا وكذا زائدة ، وأنها قد خلطت بذا ، وصارت معه كالجزء الواحد ، أنك لا تضيف ذا ، ولا تؤكدها ، ولا تؤنثها ، لا تقول : له كذه وكذه ملحفة ، فجريا مجرى حبّذا.
__________________
بكره : البكر : الفتى من الإبل (ج) أبكر. مادة (ب ك ر) اللسان (١ / ٣٣٤). ظلم : مجاوزة الحد ووضع الشيء في غير موضعه. يقول الشاعر إنني تغاضيت عن هذا الذي شتمني وسبني لأن له من الأمير منزلة ولهذا فهو لن يسبه ولن يشتمه ، ولكن ذلك الذي يدعى معرض أباح سبه وشتمه لأنه شتمه وسبه ولذا فسبه مباح عن الأول الذي له قرابة وصلة بالأمير. الشاهد فيه قوله (إلا كمعرض) والتقدير (إلا معرض) ، حيث إن الكاف زائدة مبنية لا محل لها من الإعراب. ومعرض : منصوب على الاستثناء.
(١) (أغيب ويشهدا) بينهما طباق يبرز المعنى بالتضاد. الشاهد فيه قوله (إلا كخارجة) والتقدير (إلا خارجة) حيث إن الكاف زائدة مبنية لا محل لها من الإعراب. خارجة : منصوب على الاستثناء.
(٢) آثرا ما : أي افعل هذا وإلا فلا تفعله.