يقارب أمثلتهم. وذلك فعلن فى نحو خلبن (١) وعلجن (٢) ؛ قال ابن العجّاج :
وخلّطت كلّ دلاث علجن |
|
تخليط خرقاء اليدين خلبن (٣) |
وأن فيعلا أخت فيعل كصيرف ، وفيعل كسيّد. وأيضا فقد قالوا : أيبلىّ (٤) وهو فيعلىّ ، وهيردان (٥) وهو فيعلان. ولكن لا يجوز لك فى قسمته أن تقول : لا يخلو أيمن أن يكون أيفعا ولا فعملا ولا أيفما ولا نحو ذلك ؛ لأن هذه ونحوها أمثلة لا تقرب من أمثلتهم فيجتاز بها فى جملة تقسيم المثل لها.
وكذلك لو مثّلت نحو عصىّ لقلت فى قسمته : لا يخلو أن يكون فعولا كدلىّ ، أو فعيلا كشعير وبعير ، أو فليعا كقسىّ وأصلها فعول : قووس ، غيرّت إلى قسوّ : فلوع ، ثم إلى قسىّ : فليع ، أو فعلا كطمرّ. وليس لك أن تقول فى عصىّ إذا قسمتها : أو فعليا ؛ لأن هذا مثال لا موجود ولا قريب من الموجود ؛ إلا أن تقول : إنها مقاربة لطمرّ.
وتقول فى تمثيل أوىّ من قوله :
* كما تدانى الحدأ الأويّ (٦) *
__________________
(١) خلبن : هى الحمقاء.
(٢) علجن : هى الناقة الغليظة.
(٣) الرجز لرؤبة بن العجاج فى ديوانه ص ١٦٢ ، ولسان العرب (خلب) ، (دلث) ، (علج) ، (علجن) ، والتنبيه والإيضاح ١ / ٢١٤ ، وتاج العروس (خلب) ، (دلث) ، (علج) ، وبلا نسبة فى كتاب العين ٢ / ٣٢٤ ، والمخصص ٤ / ٣٢ ، ١٦ / ١٦٦ ، وديوان الأدب ٢ / ٣٤ ، وتهذيب اللغة ٣ / ٣٢٤ ، ٧ / ٤٢١. الدّلاث : السريعة.
(٤) أيبلىّ : هو الراهب.
(٥) هيردان : هو نبت.
(٦) الرجز للعجاج فى ديوانه ١ / ٤٨٤ ـ ٤٨٥ ، ولسان العرب (حدأ) ، (أوا) ، وتاج العروس (حدأ) ، (أوى) ، وكتاب العين ٣ / ٢٧٩ ، ٨ / ٤٣٧ ، ومقاييس اللغة ١ / ١٥٢ ، ٢ / ٣٥ ، ومجمل اللغة ٢ / ٣٧ ، وتهذيب اللغة ٥ / ١٨٧ ، ١٥ / ٦٥٠ ، والمخصص ٨ / ١٦١ ، وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ١١٠٧. وقبله :
* فخف والجنادل الثّويّ*