عالم الوجود.
وفي المرحلة
الثانية يتحدّث سبحانه عن ضرورة عدم طغيان البشر في كلّ موازين الحياة ، سواء كانت
الفردية أو الاجتماعية.
وفي المرحلة
الثالثة يؤكّد على مسألة الوزن بمعناها الخاصّ ، ويأمر البشر أنّ يدقّقوا في قياس
ووزن الأشياء في التعامل ، وهذه أضيق الدوائر.
وبهذا الترتيب
نلاحظ الروعة العظيمة للانسجام في الآيات المباركة ، حيث تسلسل المراتب وحسب
الأهمية في مسألة الميزان والمقياس ، والانتقال بها من الدائرة الأوسع إلى الأقل
فالأقل .
إنّ أهميّة
الميزان في أي معنى كان عظيمة في حياة الإنسان بحيث إنّنا إذا حذفنا حتّى مصداق
الميزان المحدود والصغير والذي يعني (المقياس) فإنّ الفوضى والارتباك سوف تسود
المجتمع البشري ، فكيف بنا إذا ألغينا المفهوم الأوسع لهذه الكلمة ، حيث ممّا لا
شكّ فيه أنّ الاضطراب والفوضى ستكون بصورة أوسع وأشمل.
ويستفاد من بعض
الرّوايات أنّ (الميزان) : قد فسّر بوجود (الإمام) ، وذلك لكون الوجود المبارك
للإمام المعصوم هو وسيلة لقياس الحقّ من الباطل ، ومعيار لتشخيص الحقائق وعامل
مؤثّر في الهداية . وهكذا في تفسير «الميزان» بالقرآن الكريم ناظر إلى هذا
المعنى.
ونظرا إلى أنّ
هذه الآيات تتحدّث عن النعم الإلهية ، فإنّ وجود الميزان سواء في نظم العالم أجمع
أو المجتمع الإنساني أو الروابط الاجتماعية أو مجال العمل
__________________