وأنت طيني).
ثمّ يضيف
الإمام علي في خطبته هذه قائلا : «فإن كان لا بدّ من العصبية ، فليكن تعصبكم
لمكارم الخصال ، ومحامد الأفعال ، ومحاسن الأمور».
ويتّضح من هذا
الحديث ـ بجلاء أن التعصب والدفاع المستميت عن بعض الحقائق والايجابيات ليس غير
مذموما فحسب ، بل بامكانه أن يسدّ فراغا روحيا قد ينشأ من ترك بعض العادات
الجاهلية المقيتة.
لذلك نقرأ عن
الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهالسلام حين سئل عن التعصب قوله : «العصبية التي يأثم عليها
صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين ، وليس من العصبية أن يحب
الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم».
والتعبير الآخر
عن العصبية الوارد في بعض الروايات أو الآيات هو الحمية (حمية الجاهلية).
وبالرغم من أن
الأحاديث في هذا المجال كثيرة ، إلّا أننا نختم بحثنا بحديثين منها :
يقول أمير
المؤمنين علي عليهالسلام «إنّ الله يعذب ستة بست ـ العرب بالعصبية ، والدهاقنة بالكبر ، والأمراء
بالجور ، والفقهاء بالحسد ، والتجار بالخيانة ، وأهل الرستاق بالجهل).
وكان رسول الله
يتعوذ في كل يوم من ست «من الشكّ والشرك والحميّة والغضب والبغي والحسد».
__________________