لم تكن في البداية على ما هي عليه الآن ، وإنّما كانت على هيئة موجودات ذات
خلية واحدة تعيش في مياه المحيطات ، وظهرت بطفرة خاصة من تعرقات طين أعماق البحار.
أيّ أنّها كانت
موجودات عديمة الروح ، وقد تولدت منها أوّل خلية حية نتيجة لظروف خاصّة.
وهذه الكائنات
الحية لصغرها لا ترى بالعين المجرّدة وقد مرت بمراحل التكامل التدريجي وتحولت من
نوع إلى آخر.
وتمّ انتقالها
من البحار إلى الصحاري ومنها إلى الهواء ... فتكونت بذلك أنواع النباتات
والحيوانات المائية والبرية والطيور.
وإن أكمل مرحلة
وأتمّ حلقه لهذا التكامل هو الإنسان الذي نراه اليوم ، الذي تحول من موجودات تشبه
القرود إلى القرود التي تشبه الإنسان ثمّ وصل إلى صورته الحالية.
ب ـ فرضية ثبوت
الأنواع (فيكنسيسم) ، والتي تقول : إنّ أنواع الكائنات الحية منذ بدايتها وما زالت
تحمل ذات الأشكال والخواص ، ولم يتغير أيّ من الأنواع إلى نوع آخر، ومن جملتها
الإنسان فكان له صورته الخاصّة به منذ بداية خلقه.
وقد كتب علماء
كلا الفريقين بحوثا مطولة لإثبات عقيدتهم ، وجرت مناظرات ومنازعات كثيرة في
المحافل العلمية حول هذه المسألة ، وقد اشتد النزاع عند ما عرض كل من (لامارك)
العالم الفرنسي المعروف المتخصص بعلوم الأحياء والذي عاش بين أؤخر القرن الثامن
عشر وأوائل القرن التاسع عشر ، و (داروين) عالم الأحياء الإنكليزي الذي عاش في
القرن التاسع عشر نظراتهما في مسألة تطوّر الأنواع بأدلة جديدة.
وممّا ينبغي
التنوية إليه ، هو أنّ معظم علماء اليوم يميلون إلى فريضة تطوّر أو