فهو مع أبيه عليهالسلام في مركز القيادة في معاركه الجمل وصفين والنهروان ، وهو واضع الخطة العسكرية لمحاربة معاوية ، فبعد أن اجتمع الجيش عنده أرسل مقدمة قوامها اثنا عشر ألفاً وفيها الصناديد وبقية المهاجرين والأنصار ، وخلّف في الكوفة من يدعو الناس للجهاد وليكون له مادة عسكرية تمده بالرجال.
وبقي هو في الوسط حتى يتسنّى له جمع فلول الجيش.
فلو أطاعه الجيش ، ولو لم يكن من بقايا المجتمع الذي خان بأمير المؤمنين عليهالسلام لذاق معاوية منه ما لم يكن يتوقّعه.
إلّا انّ سياسة الغدر التي اتبعها معاوية هي التي حالت دون الاشتباك الحربي والمنازلة الميدانية.
فهل يقاس معاوية بالإمام الحسن عليهالسلام في حنكته العسكرية وفي فروسيته ؟
ولذا صرّح بأن عمله لو كان للدنيا لما كان معاوية بأبأس ولا أشدّ شكيمة منه.
الحرب والسلم :
الحرب والسلم وسيلتان لتحقيق هدف ما ، فإن كانت الحرب هي الحقيقة للهدف الحقيقي كانت هي الممدوحة دون السلم.
وإن كان العكس فالممدوح هو السلم دون الحرب ، وإن كانت الحرب وسيلة للأهداف المزيفة كانت الحرب هي المذمومة ، وكذا السلم.
فالحرب ليست حسنةً مطلقاً وهكذا الصلح.
فالرسول صلىاللهعليهوآله حارب حين كانت الحرب هي الوسيلة لتحقيق الهدف الإلٰهي. وسالم حين كان السلم هو المحقّق للأهداف الحقّة.
فحارب في بدر واُحد
والأحزاب وغيرها ، وسالم بني ضمرة وبني أشجع وأهل مكة حين انصرف من الحديبية ، والهدف من كل ذلك هو الحفاظ على الدين