ونشر الإسلام في أنحاء المعمورة ليتم بذلك عبادة الله حقّ عبادته.
والإمام الحسن عليهالسلام صالح لأجل تحقيق الأهداف التي صالح من أجلها رسول الله صلىاللهعليهوآله كما قال : « إنّ علّة مصالحتي لمعاوية علّة مصالحة رسول الله ... ».
والإمام الحسين عليهالسلام حارب يزيد لأجل نفس الهدف الذي صالح من أجله الإمام الحسن عليهالسلام ، وحارب وصالح من أجله رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام.
فهل يقال بعد ذلك إنّ حركة الإمام الحسين عليهالسلام بالحرب أولى من حركة الإمام الحسن عليهالسلام بالسلم ؟ وهل يمكن للإمام الحسن عليهالسلام أن يترك طلب الشهادة لولا انّ شهادته في المعركة تعني شهادة الدين والمتدينين ولذا ورد عن الإمام الباقر عليهالسلام انّه لولا ما صنعه الإمام الحسن عليهالسلام لكان أمر عظيم (٣٠).
وفي تعبير للإمام الحسن عليهالسلام : لولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلّا قُتِل (٣١). وبقتل أهل البيت وشيعتهم لا يبقى دين على وجه الأرض فلا تبقى في صفحة الوجود ولمُسِخَت وساخت.
والنتيجة : أنّه لا موضوعية للحرب في ذاته وكذا السلم ، بل هما وسيلتان لتحقيق الأهداف لا أكثر. فلا يمدح الإنسان لحربه أو سلمه إلّا إذا كان في محله وإلّا كان مذموماً.
وإذا عرفنا أنّ الإمام الحسين عليهالسلام حارب لنفس الهدف الذي صالح من أجله الإمام الحسن عليهالسلام كانت حرب الحسين ممدوحةً وكذا صلح الحسن بلا فرق بينهما.
نعم هناك تفاضل من
جهات اُخرى ، فيوم الحسين ليس كمثله يوم على حدّ تعبير الإمام الحسن عليهالسلام حين قال : « لا يوم كيومك يا أبا عبد الله » ، ونستنتج من