وما سنة الاستدراج والإمهال إلّا نصيب من البُعد الزمني ( سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ) ، ( فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا ).
كما أنّ له دوراً في توقيت الرسالة الخاتمة التي لا تحتاج إلى رسالة اُخرى في الأرض بل هي تمتد بأهدافها إلى التكامل.
وتواكب مسيرتها إلى الهدف الحقيقي الأخير وهو وراثة الأرض وانتشار العدل فيها في عهد صاحب الزمان ـ عجّل الله فرجه الشريف ـ.
وقد لاحظ الإمام الحسن عليهالسلام هذا البعد كما لاحظه سائر الأئمة عليهمالسلام في حركتهم للوصول إلى الأهداف الحقيقية ونشر الدين في ربوع الأرض وإيصال الأمانة الإلٰهية عبر الأجيال ليتسلمها أخيراً صاحب الأمر.
فدعوتهم وحركتهم لها بُعد رابع مقدّر لا يحيفون عنه فبمقدار ما يحفظ الدين يتحرّكون وبمقدار ما يستمر الدين يسالمون بزمان مقدّر عندهم فيسكت أمير المؤمنين عليهالسلام إلى زمن ، ثم يتحرّك إلى زمن ثم يسكت. ويتحرّك الإمام الحسن عليهالسلام في زمن ثم يسكت. ويسكت الإمام الحسين عليهالسلام إلى زمن ثم يتحرّك ويسكت بقية الأئمة عليهمالسلام.
ويسكت صاحب الزمان ثم يتحرّك.
وفي بعض كلمات الإمام الحسن عليهالسلام : « ولا تكون علينا دولة إلّا وتكون لنا العاقبة » (٢٠) ، مشيراً إلى ما ذكرناه ، فهل يقاس قصير النظر ببعيده هيهات.
الهندسة الإلٰهية :
يخلق الله الإنسان
ويزوّده بما يحتاج إليه في مسيرة حياته ويهديه النجدين ، ثمّ يكون معه الشيطان ليغويه ويزوّده بأدوات الشرّ فيقف الإنسان في مفترق طريقين : الخير كلّه والسعادة الخالدة ، والشرّ كلّه والشقاوة الأبدية ،