وإذا ما لاحظنا هدف الإمام الحسن عليهالسلام في حركته وهدف معاوية لوجدنا أنّ هدف الإمام الحسن عليهالسلام هدف حقيقي بخلاف هدف معاوية.
فهدف الإمام الحسن عليهالسلام في حربه وسلمه هو نشر الدين والحفاظ عليه ، بينما هدف معاوية هو التأمّر على المسلمين وملك رقابهم وتخريب الدّين ومحو اسم الرسول والرسل والرسالة من أنحاء مملكته.
ويتبيّن ذلك بالرجوع إلى كلمات الإمام الحسن عليهالسلام في أسباب الصلح وكلمات معاوية بعد الصلح وسيأتي الإشارة إليها. فهل يُقاس معاوية بالإمام الحسن عليهالسلام في أهدافه ؟
(٤) البعد الرابع :
من المعلوم أنّ كل جسم له ثلاثة أبعاد : الطول والعرض والارتفاع. وهناك بعد رابع لا يستغني عنه الجسم في وجوده وهو التوأم الذي يوجد معه ، وهو البعد الزمني.
فالبعد الزمني يدخل في وجود الجسم لا ماهيته ، ولا يمكن أن يتحقق الجسم إلّا بالزمان.
ولهذا البُعد تأثير كبير على الجسم في تشكّله وتفاعلاته وآثاره. وكل حركة مادية بجميع أشكالها وكل حركة معنوية كذلك يواكبها البُعد الرابع ، فمسيرة الحركة بُعد أوّل وسعة الحركة بُعد ثان وسمو الحركة بُعد ثالث والزمان بُعد رابع. فالزمان يحتاج إليه في كل حركة ، بل انّ خلق الله للمادّة قدره الله بالزمان فخلق الأرض في يومين ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ ) ، ( فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ) ، ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ) .
فنلاحظ أنّ الله سبحانه وتعالى جعل الزمان في خلقه وإن لم نعلم نحن مقدار هذا الزمان بملاحظة أيّام الأرض.