بل لم يؤمن قلبه طرفة عين.
وأي علم كان عند معاوية ومِن أي معلم أخذه ؟ ومتى اتقى معاوية في أمر من الاُمور وهو القاتل لحجر بن عدي وأصحاب أمير المؤمنين عليهالسلام (١٨) ، وهو المصلّي صلاة الجمعة يوم الأربعاء (١٩) ، وهو الماكر المخادع والناقض للعهود والمواثيق ، فهل من الممكن أن يساوى بسيّد شباب أهل الجنة وأحد أصحاب الكساء ، والذي معلمه الرسول صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام الحائز على كل كرامة الذي اعترف بفضائله أعداؤه فضلاً عن شيعته ومحبّيه.
وبذلك يثبت أنّ المدبّر المؤمن هو الإمام الحسن عليهالسلام لا معاوية الذي لا يتوفر فيه شرط من شروط المدبّر المؤمن.
الهدف الحقيقي والمزيّف :
كلّ حركة دينية لا بدّ أن يكون وراءها هدف مناسب لها ، وإلّا كانت عشوائية. وهذه قاعدة تشمل حتى الخلق الإلٰهي ، وقد بيّن الله تعالى الهدف من خلقة الخلق من جنبتين :
الجنبة العملية : وهي عبارة عن عبادة الله كما قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ).
الجنبة العلمية : وهي عبارة عن معرفة الله تعالى كما روي في الحديث القدسي : « كنتُ كنزاً مخفيّاً فأحببتُ أن أعرف فخلقتُ الخلق لكي أعرف ».
وقد كمن هذا الهدف في كل مخلوق على وجه الوجود : ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ). فكل حركة من حي لها هدف ، وهو حقيقي تارة واُخرى مزيّف.
فإذا صار الهدف إلى ما جعله الله هدفاً من العبادة لله وحده والمعرفة فهو الهدف الحقيقي ، وإذا ما خالفه كان الهدف المزيّف.