بينهما. وهذه إحدى النوافذ التي تطلعنا بوضوح على عدم إمكان تفضيل معاوية في آرائه وسياساته ...
المدبّر المؤمن :
نتطلّع من خلال هذه النافذة إلى الشرائط التي يجب توفرها في القائد المدبّر للاُمور لنرى مدى تلبّس معاوية بها فنقول :
إنّ كلّ حركة تحتاج إلى مدبّر وإلّا كانت فاشلة وينتج عنها السلبيات الوخيمة على المجتمع والدين ، وهذا المدبّر لا بدّ أن يتسم بصفات ينتج عنها استقامة حركته والحصول على أهدافها ، ولا سيّما إذا كانت للوصول إلى الأهداف الإلٰهية ، فلا بد من تحلّي المدبّر المؤمن بها. وهذه الصفات يجمعها عناصر ثلاثة يتفرّع منها بقية الصفات وهي :
(١) الإيمان بالله وبرسوله وما جاء به :
فلو لم يكن مؤمناً لم يكن عنده الميزان الذي به يميّز الحق من الباطل والعدل من الظلم.
(٢) العلم والحكمة :
فبالعلم يعرف كيف يعامل المجتمع وكيف يتعامل مع الأعداء ، فيحارب إذا علم انّ الحرب هي الحل الأمثل ، ويسالم إذا علم انّ المسالمة هي الخير كلّه له ولأتباعه ومبادئه. وبذلك تنفتح السبل إلى الله عزّ وجلّ ( ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) والجهل بالحكمة هو الذي يوجب النقد والانتقاد.
ولذا قال الإمام
الحسن عليهالسلام جواباً على مَن سأله لِمَ صالحتَ
معاوية : « أما علمتَ أنّ الخضر لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران عليهالسلام ؛ إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك ، وكان ذلك عند الله