جواب معاوية ورسالته الثانية للإمام عليهالسلام يكون الوقت التقريبي لزمن الرسالة يحوم حول ما ذكرناه.
الرسالة الثالثة :
لمّا بلغ معاوية ابن أبي سفيان وفاة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام وبيعة الناس لابنه الإمام الحسن عليهالسلام ، دسّ رجلاً من حمير إلى الكوفة ، ورجلاً من القين إلى البصرة ليكتبا إليه بالأخبار ، ويفسدا على الحسن الاُمور ، فانكشف أمرهما لدى الإمام الحسن عليهالسلام بأمر باستخراج الحميري من عند لحّام ( حجّام ) بالكوفة فاُخرج وأمر بضرب عنقه ، وكتب إلى البصرة باستخراج القيني من بني سُلَيم فأخرج وضربت عنقه.
ثم كتب الإمام عليهالسلام إلى معاوية :
« أمّا بعد فانّك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال وأرصدت العيون كأنّك تحبّ اللقاء ، وما أشك في ذلك فتوقعه إن شاء الله ، وبلغني أنّك شمتّ بما لم يشمت به ذو الحجى ، وإنّما مثلك في ذلك كما قال الأوّل :
فقل للذي يبغـي خلاف الذي مضى |
|
تزوّد لاُخرى مثلها فكأن قَدِ |
فانّا ومن قد مات منّا لكالذي |
|
يروح فيمسي في المبيت ويغتدي (٣٨) |
زمن الرسالة :
يظهر أنّ هذه الرسالة
جاءت عقيب الرسالة المذكورة ثانياً ، فانّ تلك كانت جواباً على كتاب ، وهذه ابتداء خطاب ، ثم انّ المستفاد من كلام مجموعة من المؤرخين انّ هذه هي الرسالة الاُولى للإمام عليهالسلام ، وهو جدّ بعيد ، فانّ المقارنة بين