الإمام ومعاوية.
وعلى أثرها علم معاوية أنّه لا يجديه خداعه وأباطيله ، ولا تنفع مغالطاته السياسية .. » (٣٦).
وليس الأمر كما قال ، بل هناك رسائل اُخرى متبادلة بينهما كما ستأتي ، وقد صدق حكمه في أنّ الإمام عليهالسلام لم ينخدع باُطروحة معاوية ومغالطاته السياسية ، وكيف ينخدع ابن أبي طالب الذي عرف معاوية وما يحمله من طموحات الرياسة والملك ، وما يتلوّن به من أساليب الخديعة والمكر ، وأين يبعد عن الإمام الحسن عليهالسلام قول أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام في معاوية وهو يحذّر زياد ابن أبيه منه : « فاحذره ، فإنّما هو الشيطان ، يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، ليقتحم غفلته ويستلب لبّه .. » (٣٧).
ظرف الرسالة :
ظرف هذه الرسالة يقرب من ظرف الرسالة السابقة ، مع وضوح الرؤية في موقف معاوية وإصراره على التمادي في باطله ، وانّه سوف يفعل كل ما يخدم سياسته ، ويمهّد له طريق الاستيلاء ولو كان ذلك هو قتل الإمام الحسن نفسه.
زمن الرسالة :
يحتمل أنّها كانت في
أواخر شهر شوال أو أوّل شهر ذي القعدة ، من السنة نفسها ، فانّ مدّة السير بين الكوفة والشام تستغرق سبعة إلى عشرة أيام ، وقد كتب الإمام عليهالسلام رسالته الاُولى في العشر الأواخر من
شهر رمضان المبارك أو أوائل شهر شوال كما احتملناه سابقاً ، فإذا ما وضعنا ذلك في الحسبان مع أيام السفر ذهاباً وإياباً ، وبقاء الرسول في الشام ولو لأيام معدودة ، والمدة الفاصلة بين