السابع : إذا لم يكن الإمام الحسن عليهالسلام أحوط على اُمّة جدّه الرسول صلىاللهعليهوآله من غيره ، كائناً مَن كان ، فهل الأحوط عليها معاوية ! الذي فعل ما فعل أيام صفّين ، وقتل مَن قتل من الصحابة الكرام والبدريين الأجلّاء ؟
الثامن : قوله : « وأقوى على جمع الأموال » إن كان الجمع من مصادره المشروعة فالإمام عليهالسلام أعرف بها من معاوية لأعرفيته بكتاب الله وسنّة نبيه صلىاللهعليهوآله ، فهو ربيب الرسالة ورضيعها ، وابن صوت العدالة الإنسانية في الأرض. وإن لم يكن الجمع من مصادره المشروعة فما أبعد الإمام عليهالسلام عن ذلك.
التاسع : إنّ الاُمور التي جعلها مرجّحاً له في طرف الميزان لم تكن كذلك في الرؤية الإسلامية الهادفة لأعلاء كلمة الله في الأرض ، فما قيمة كبر السن وطول الولاية وما إلى ذلك أن لم تكن في رضا الله وطاعته. ولو كان لكبر السن أهمية في المنظور الإسلامي لما كان اُسامة بن زيد أميراً على جيش مؤتة وفيه أكابر الصحابة وشيوخهم ، ولقد قال أبو قحافة حينما سمع بتنصيب ابنه خليفة على المسلمين : « ..لم ولوه ؟ قالوا : لسنه. قال : أنا أسنّ منه » (٣٢).
العاشر : إنّ منطق معاوية في قوله : « ولك ما في بيت مال العراق .. » منطق المخادع الذي يريد أن يستولي على الملك بأي طريق ، وليس منطقه منطق الطالب للحقّ ومَن تهمّه مصلحة المسلمين ، وإلّا فما يعني قوله : ولك ما في بيت مال العراق بالغاً ما يبلغ ! أليست هي المساومة بعينها على شيء ليس له ؟ وقد أخطأ معاوية مرماه حينما عرض على الإمام عليهالسلام هذا العرض الدنيوي الزائل ، وهل كان الإمام عليهالسلام إلّا كأبيه القائل : « يا صفراء يا بيضاء غرّي غيري » ؟!
هذا بعض ما يؤخذ على
رسالة معاوية ومنطقها ، والذي يظهر أنّ الإمام عليهالسلام لم يعبأ بهذه الرسالة فلم يجب عنها بشيء ، ممّا أثار حفيظة معاوية فظهر بصورة
اُخرى غير الصورة التي حاول أن يبرز بها في الرسالة الاُولى ، فكتب إلى الإمام عليهالسلام كما