غداً رجلاً كراراً غير فرار يحب الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله » ، بعد ان رجع الأوّل والثاني يجبّن كل منهما أصحابه وأصحابه يجبنونه ، ومَن الذي وقف يدافع عن النبي صلىاللهعليهوآله في يوم اُحد ؟ ومَن الذي قام لعمرو بن ود يوم الأحزاب حينما اقتحم الخندق وطلب المبارزة فشلّت حركة المسلمين وقبضوا على أنفاسهم ، أقام غير علي عليهالسلام فأردى عمرو صريعاً ؟ حتى سجّل النبي صلىاللهعليهوآله كلمتيه الخالدتين : « برز الإسلام كلُّه إلى الشرك كلِّه ، وضربة علي يوم الخندق تعدل عمل الثقلين ! » ، ومَن الذي قال فيه جبرئيل : « لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا علي ! » ثم ألم يقل الخليفة الثاني أقيلوني فلستُ بخيركم ؟ (٣٠).
وكان معاوية كثيراً ما يردّد هذه الأفضلية جرياً على عادة الإعلام الاُموي فذكر ذلك إلى الإمام علي عليهالسلام في كتابه السابق فأجاب عنه : « وزعمتَ أنّ أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان ، فذكرتَ أمراً إن تمّ اعتزلك كُلّه وإن نقص لم يلحقك ثلمه ، وما أنتَ والفاضل والمفضول ، والسائس والمسوس ! وما للطلقاء وأبناء الطلقاء ، والتمييز بين المهاجرين الأوّلين ، وترتيب درجاتهم ، وتعريف طبقاتهم ! هيهات لقد حنّ قدح ليس منها ، وطفق يحكم فيها مَن عليه الحكم لها ! ألا تربع أيّها الإنسان إلى ظلعك ، وتعرف قصور ذرعك ، وتتأخّر حيث أخّرك القدر ! فما عليك غلبة المغلوب ولا ظفر الظافر » (٣١).
الخامس : ادعى أنّه فهم من كتاب الإمام عليهالسلام دعوته إلى الصلح ، ولم يكن في كتاب الإمام عليهالسلام للصلح عين ولا أثر ، فهل ترى فهم دعوى الصلح من قول الإمام عليهالسلام : « فدع التمادي في الباطل ، وادخل في ما دخل فيه الناس من بيعتي » ؟!.
السادس : التناقض الواضح في كلمات معاوية ، فهو يستفيد دعوته إلى الصلح في الوقت الذي يقول فيه : فأنتَ أحقّ أن تجيبني إلى هذه المنزلة التي سألتني.