قصدها ، ولكنّي أطلقتُ لك منها بقدر ما سنح من ذكرها » (٢٥).
الثالث : إنّ قوله : « فرأت الاُمّة أن تخرج من هذا الأمر لقريش لمكانها من نبيها ... الخ » ، فيه الكثير من الإعلام المزيّف الذي طالما حارب به معاوية وٱتّخذه سلاحاً حاداً في كثير من المواقع التي مرّ بها وكادت تعصف به رياحُ الحقّ ، فهل اجتمعت الاُمّة على الأوّل ؟! إذن ما الذي حمل الثلاثة من المهاجرين على الذهاب إلى سقيفة بني ساعدة وإجراء المفاوضات الحادّة مع الأنصار وترك الرسول صلىاللهعليهوآله مسجى على فراش الموت لم يوار الثرى بعد ، وهو صهر أوّلهما وثانيهما ! وهل كان غيرهم من قريش بل من المهاجرين هناك ؟ وهل بايع علي والعباس والفضل بن العباس وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمّار و .. و ..
مَنْ أهل الدين والسبق وعلية المسلمين ؟! ألم تقل الأنصار في لحظة من لحظات السقيفة : « لا نبايع إلّا علياً » (٢٦) ألم يقل الخليفة الثاني كانت بيعة أبي بكر فلتة ! (٢٧) وحسبنا في التعليق ما ورد في الكتاب السابق للإمام علي عليهالسلام : « وكتاب الله يجمع لنا ما شذّ عنّا ، وهو قوله سبحانه وتعالى : ( وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّه ) (٢٨) وقوله تعالى : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢٩) ، فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة أولى بالطاعة.
ولمّا احتجّ المهاجرون على الأنصار في يوم السقيفة برسول الله صلىاللهعليهوآله فلجُّوا عليهم ، فإن يكن الفلج به فالحقّ لنا دونكم ، وإن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم ».
الرابع : كيف اختارت الاُمّة أفضلها وأحبّها إلى
الله وأعلمها به وأذبّها عن حريم الإسلام ، وعلي عليهالسلام فيهم وهو الذي قال عنه الرسول صلىاللهعليهوآله : « عليّ مع الحق والحق مع علي ، وأنا مدينة العلم وعليّ بابها ، أقضاكم عليّ ، لأعطينّ الراية