دينه وإبادة أنصاره ، وهو ابن أعدى قريش لرسول الله صلىاللهعليهوآله وهو أبو سفيان الذي قاد حروب المشركين ضدّ النَّبي صلىاللهعليهوآله ، فلم تكن عند معاوية الصلاحية الذاتية للخلافة الإسلامية ، ولا الأهلية الموضوعية التي تجعله راجحاً في ميزان العقلاء وعند رجال الإسلام.
ولقد قال له الإمام علي عليهالسلام في كتاب إليه : « ومتى كنتم يا معاوية ساسة الرعيَّة ، وولاة الاُمّة ؟ بغير قدم سابق ، ولا شرف باسق » (١٥).
السابع : بيّن الإمام عليهالسلام في المقابل انّه الأحقّ بالخلافة المستوعب لجميع صفات الخليفة الشرعي التي لم تكن متوفرة في معاوية ، فهو من جهة النسب سبط الرسول صلىاللهعليهوآله ، وٱبن فاطمة بنت النبي صلىاللهعليهوآله ، وشبل علي عليهالسلام ، وهو الذي قال الرسول صلىاللهعليهوآله فيه وفي أخيه الإمام الحسين عليهماالسلام : « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجَنّة » وانّهما إمامان قاما أو قعدا ، فهو الممثّل الرسمي لجدّه وأبيه ، ثم انّه الذي بايعه المسلمون طائعين غير مُكرَهين الأمر الذي كان المدار عندهم (١٦) في الصعود إلى عرش الخلافة ، وانّ معاوية نفسه يعلم بأحقّيته عليهالسلام : « فانّك تعلم أنّي أحقّ بهذا الأمر منكَ عند الله وعند كل أوّاب حفيظ ، ومَن له قلب منيب ».
ولقد قال معاوية يوماً لابنه يزيد جواباً على استغراب له في معاملته مع الإمام الحسن عليهالسلام في أحد المواقف بعد الصلح : يا بني إنّ الحقّ فيهم (١٧).
وقد أشار إلى هذا الإمام عليهالسلام في كلام له مع معاوية بعد الصلح ، حيث عقّب معاوية على كلام للإمام عليهالسلام يذكر فيه فضله بقوله : « أظن نفسك يا حسن تنازعك إلى الخلافة » ، فقال الإمام عليهالسلام : « ويلك يا معاوية إنّما الخليفة مَن سار بسيرة رسول الله وعمل بطاعة الله ، ولعمري إنّا لأعلام الهدى ومنار التقى ، ولكنّك يا معاوية ممّن أباد السنن ، وأحيا البدع ، واتخذ عباد الله خولا ، ودين الله لعباً » (١٨).
الثامن : بيّن الإمام عليهالسلام ما عليه معاوية من الباطل وسأله أن يدع التمادي