فيه فقال له : « فدع التمادي في الباطل » ووصفه بأنّه باغ والبغي هو تجاوز الحق إلى الباطل ، قال تعالى : ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ) (١٩) ، يُقال بغى الجرح أي تجاوز الحد في إفساده ، وبغت المرأة بغاء إذا فجرتْ وذلك لتجاوزها إلى ما ليس لها (٢٠).
وإنّ معاوية ممّن يتمادى في الغي أيضاً حيث قال له الإمام عليهالسلام : « وإن أبيتَ إلّا التمادي في غيّكَ » وقد وصفه من قبل بهذا الوصف الإمام علي عليهالسلام بقوله في رسالة له : « وانّ نفسكَ قد أولجتْكَ شراً ، وأقحمتْكَ غياً ، وأوردتْكَ المهالك ، وأوعرتْ عليكَ المسالك » (٢١) ، وقال له في رسالة اُخرى إليه : « وأرديتَ جيلاً من الناس كثيراً ، خدعتهم بغيّك ، وألقيتهم في موج بحرك ، تغشاهم الظلمات ، وتتلاطم بهم الشُّبهات » (٢٢).
التاسع : إنّ الذي حمل الإمام عليهالسلام على كتابة هذه الرسالة إلى معاوية إنّما هو الإعذار في ما بينه وبين الله عزّ وجل في أمره ، ولتكون الحجّة على معاوية أوقع عند أهل الرأي والحجى.
العاشر : بيّن الإمام عليهالسلام انّ خلافته هي الأصلح للمسلمين ، فكل فعل مضاد يبديه معاوية فهو خروج على مصلحتهم العليا.
الحادي عشر : دعوة من الإمام عليهالسلام إلى معاوية أن يكف عن الولوغ في دماء المسلمين ، وأن يحقنها فلقد شرب منها حتى الثّمالة وغرق فيها إلى الآخر.
جواب معاوية :
« من عبد الله معاوية أمير المؤمنين إلى الحسن بن علي ..
فهمتُ ما ذكرتَ به محمّداً صلىاللهعليهوآله وهو أحقّ الأوّلين والآخرين بالفضل كلّه ..
وذكرتَ وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله وتنازع المسلمين الأمر من بعده وتغلبهم على