الذي أطمع الزبير وطلحة بها جعلهم في الشورى من قِبَل الخليفة الثاني ، وقد صرّح بهذا المعنى الإمام نفسه عليهالسلام في كلام له مع معاوية حيث قال : « وأقسم بالله لو أنّ الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله صلىاللهعليهوآله لأعطتهم السماء قطرها ، والأرض بركتها ، وما طمعتَ فيها يا معاوية ، ولما خرجت من معدنها تنازعتها قريش بينها ، فطمعت فيها الطلقاء وأبناء الطلقاء : أنت وأصحابك » (٨).
الثالث : بين الإمام عليهالسلام انّهم ـ أهل البيت عليهمالسلام ـ قد حاجوا قريشاً بمثل ما حاجت به سائر العرب فلم ينصفوهم إنصاف العرب لهم ، فأفصح الإمام عليهالسلام في هذه الوثيقة عن أمر ذي بال من حياة الإمام علي عليهالسلام بعد وفاة الرسول صلىاللهعليهوآله وحين تولي غيره لقيادة الاُمّة المسلمة ، وهو أمر الاحتجاج من قِبَله عليهالسلام على القوم ، خلافاً لما عليه كثير من مؤرخي أهل السنة وكتّابهم الذين ذهبوا إلى أنّ الإمام علياً عليهالسلام لو كان هو صاحب الحقّ والأمر كما تزعم الشيعة لما سكت عن حقّه ، ولما بايع القوم وكان عليه أن يحاججهم في ذلك ، فاعتبروا عدم احتجاجه عليهالسلام أمراً مسلّماً بينهم ، فهذه الرسالة إحدى الوثائق التي بيّنت احتجاج أهل البيت عليهمالسلام على مَن تولّى زمام الأمر دونهم ، فقد كانت هناك مجموعة من الاحتجاجات مثل قول الإمام علي عليهالسلام : « احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة » (٩) ، وما يُنسَب إليه من الشعر :
فإن كنتَ بالقربى حججتَ خصيمهم |
|
فغيرك أولى بالنبي وأقربُ |
وإن كنتَ بالشورى ملكتَ اُمورهم |
|
فكيف بهذا والمشيرون غيّبُ |
وما روي أنّ الإمام علي عليهالسلام أتى إلى أبي بكر وهو يقول : « أنا عبد الله وأخو رسوله » فقيل له بايع أبا بكر.
فقال : « أنا أحقّ بهذا الأمر منكم ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم
هذا الأمر من الأنصار ، واحتججتم عليه بالقرابة من النبي صلىاللهعليهوآله
وتأخذونه منّا أهل البيت