السيف ، وعدّتهم
الصبر ، إذ غيرهم من الامم إنّما عزّها الحجارة والطين وجزائر البحار .
وأمّا سخاؤها ،
فإنّ أدنى رجل منهم يكون عنده البكرة أو الناب عليها بلاغه من
حمولتها وشبعه وريّة ، فيطرقه الطارق الذي يكتفي بالفلذة ، ويجتزي بالشربة ،
فيعقرها له ، ويرضي أن يخرج له عن دنياه كلّها ، فيما يكسبه حسن الاحدوثة وطيب
الذكر.
وأمّا حسن وجوهها
... وأمّا ألسنتها ... وأمّا وفاؤها .... وكذلك تمسّكها بشريعتها ...
وأمّا أحسابها
وأنسابها ، فليست أمّة من الامم إلاّ وقد جهلت اصولها ، وكثيرا من أوّلها وآخرها ،
حتّى أنّ أحدهم يسأل عمّا وراء أبيه فلا ينسبه ولا يعرفه ، وليس أحد من العرب إلاّ
يسمّى أباءه أبا فأبا ، حاطوا بذلك أحسابهم ، فلا يدخل رجل في غير قومه ، ولا يدعى
لغير أبيه (سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون ص ٣٦٨ ـ ٣٧٠).
پس مسلّم است كه
اعراب جاهلى بحفظ انساب ومعرفت علم نسب سخت پاى بند بودند ، ورؤساء واشراف آنان بر
اين علم وقوف كامل داشته اند ، منتهى چون أثر مكتوبى از آن دوران بجاى نمانده
اكنون بدرستى از كيفيّت ظهور
__________________