يقولون ، قال : القياسي؟ قال : نعم ، قال : يا أبا حنيفة أيّما أصعب القتل أو الزنا؟ قال : بل القتل ، قال : فما باله يقبل فيه الشاهدان وفي الزنا أربعة؟ فنكص لها ، ثمّ قال عليهالسلام : واخرى ، قال تقول : أيّما أنجس البول أو المني؟ قال : بل البول ، قال : فما باله يجزئ منه قليل الماء ، وكثيره لا يجزئ من المني ، فسكت لا يحير جوابا ، فقال عليهالسلام : إنّ ديني (١) لا يدخله القياس ، إنّ أوّل من قاس إبليس لذلك (٢) قال : «خلقتني من نار وخلقته من طين» (٣) فكيف يسجد الأعلى للأدنى؟ قال لي بعض العراقيّين : لو سألني لأجبته ، قلت له : قل ما عندك ، واعمل على أنّ كلّ واحد منّي ومنك مقام إمامه ، قال : أمّا الثانية فو الله ما عندي فيها جواب وأمّا الأوّل فكانت الشهادة في الزنا أربعة ؛ لأنها تقع على فاعلين ، فقلت له : هذا جهل بالفتيا ، إن كان ما قلت حقّا فقد (كفر عمر بن الخطّاب) (٤) بإبطاله حدّا من
__________________
(١) في «ك» و «ش» : دين الله.
(٢) أيضا : فهلك.
(٣) سورة الأعراف : ١٢.
(٤) بياض في الأساس في محلّ الجملة الموضوعة بين المعقوفين ـ والقصّة وردت بطولها في كثير من كتب الحديث والتاريخ والأدب ، وبحثوا عنها أيضا متكلّموا الشيعة رضوان الله تعالى عليهم وأوردوها في جملة المطاعن «على» أبي حفص «الفاروق» نقل بعضها العلاّمة المعتزلي ابن أبى الحديد في شرح النهج البلاغة : ج / ١٢ ص ٢٢٧ إلى ٢٤٦ عن «الشافي» للسيّد الأجلّ قدّس الله سرّه ، ونقل أقوال العامّة ، وحاكم بين الآراء بظنّه وعلى حسب ما يعتقده ـ ووردت القصّة في «تاريخ الطبري» ج ٥ / ٢٥٣ و «الأغاني» ج ١٦ ص ٧٧ و «أنساب الأشراف» للبلاذرى (ره) جزء ١ ص ٤٩٣ ـ ٤٨٩ طبعة محمّد حميد الله بدار المعارف القاهرة. وراجع علل الشرائع للصدوق رحمهالله من ص ٨٦ إلى ص ٩٢ ط النجف الأشرف.