فأما (١) «أولق» فلأنه سمع فيه : ألق الرّجل فهو مألوق. وهذا ثبت في كون الهمزة أصلا ، والواو زائدة ، ووزنه إذا «فوعل». فلو سمّيت به رجلا انصرف ، هذا مذهب سيبويه (٢). قال أبو عليّ (٣) : يجوز أن يكون أولق «أفعل» من :
ولق يلق ، إذا أسرع ، ومنه قوله تعالى (٤)(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ.) ومنه قول الشاعر (٥) :
* جاءت به عنس من الشّام ، تلق*
فهو على هذا «أفعل» والهمزة زائدة ، والواو فاء ، فلو سمّي به رجل لم ينصرف. فيكون (٦) هذا الأصل غير ذاك الأصل ، كما قلنا في «حسان» ونظائره : إن أخذته من الحسن صرفته ، وإن أخذته من الحسّ لم تصرفه. مع أنهم قد قالوا : الولقى والألقى (٧) ، للبكرة (٨) السّريعة الدنيّة (٩) ، والعدو. وهذا يدلّ على أنّ
__________________
(١) ش : أما.
(٢) زاد في ش : رحمهالله.
(٣) وهو المشهور بالفارسي.
(٤) الآية ١٥ من سورة النور.
(٥) القلاخ بن حزن. الخصائص ١ : ٩ و ٣ : ٢٩١ وشرح المفصل ٩ : ١٤٥ وتهذيب الألفاظ ص ٢٩٩. والعنس : الناقة الصلبة.
(٦) ش : ويكون.
(٧) ش : الولقاة والألقا.
(٨) البكرة : الفتية من الابل. وفي الأصل : «للكرّة» وفي حاشيته عن نسخة أخرى : «للكسرة».
(٩) سقطت من شرح المفصل.