المختلفين فاعلية ومفعولية ، دون المتفقين ، وهما اللذان يقتضيان فاعلا ، فإنه يجيز فيهما أن يرفع الظاهر بعدهما جميعا ، ويجيز معمولا بين عاملين ، وقد أبطلت أقواله الثلاثة ؛ الأول : بما ورد من نحو قوله :
[٨٨] وكمتا مدّماة كأن متونها |
|
جرى فوقها واستشعرت لون مذهب (١) |
بنصب لون ، فإنّ (جرى) و (استشعرت) تنازعا (لون) مذهب ، و (جرى) يقتضي الرفع ، و (استشعرت) يقتضي النصب ، فأعمل (استشعرت) وأضمر الفاعل في (جرى) وحكى بعضهم عنه جواز الإضمار قبل الذكر (٢) ، كالبصريين ، لكنه يقتصر على السماع ، وكذلك نفعل إذا استدعى الأول فاعلا ، والثاني مفعولا ، نحو : (ضربني وأكرمت زيدا).
قوله : (وحذفت المفعول إن استغني عنه) يعني إذا استدعى العاملان مفعولا نحو : (ضربت وأكرمت زيدا) أو الأول منهما ، نحو (ضربت وأكرمني زيدا) ، (ضربت وأكرمت الزيدين) ، (ضربت وأكرمت الزيدين) (ضربت وأكرمت هندا) (ضربت وأكرمت الهندين) ، (ضربت وأكرمت الهندات).
قوله : (وإلا ظهرا) (٣) وذلك حيث لا يستغني عنه وهو حيث يلتبس (٤) ،
__________________
(١) سبق تخريجه برقم ٧٩.
(٢) ينظر شرح المصنف ٢٢ ، وشرح الرضي ١ / ٨٠.
(٣) في الكافية المحققة (أظهرت) بدل ظهر.
(٤) قال ابن الحاجب في شرح الكافية ٢٢ : (حسبي وحسبتهما منطلقين الزيدان منطلقا ، أظهرت منطلقين لتعذر الإضمار لأنك لو أضمرته مفردا لم يستقم ، لأنه مفعول ثان لحسبتهما فيجب أن يكون مثنى ولو أضمرته مثنى لم يستقم ، لأنه عائد على منطلقا. وضمير المفرد لا