كلام لا يشبه الكلام
، فناسب أن يؤتى فيه بألفاظ تنبيه لم تعهد ، لتكون أبلغ في قرع سمعه .
والتنبيه إنما يكون بأصوات تقبل عليها
الناس ، ويصغي لما بعدها السامعون ، إذا المراد صوتية التنبيه ليس غير.
ويميل إلى هذا الرأي كثير من المعاصرين
، ويقطع بعضهم بأن المراد من هذه الحروف ـ دون شك ـ هو الافتتاح بها ، كما استفتحت
العرب بألا الاستفتاحية وأضرابها .
ويجب الالتفات إلا أن ابن عطية قد عدّ
القول بأنها تنبيهات مغايراً للقول بأنها فواتح ، والظاهر عند السيوطي أنه بمعناه.
.
ويعضد القول بأنها فواتح روايتان
أوردهما السيد هاشم البحراني في تفسير ، أسند أحدهما الى الإمام علي عليهالسلام ، والأخرى الى الإمام جعفر الصادق عليهالسلام .
وأذا ثبتت هاتان الروايتان فالأخذ
بمضمونهما هو أولى الوجوه في استكناه الفوائد المترتبة عليها ، أو المعاني
المترددة فيها.
٥ ـ إن العرب كانوا إذا سمعوا القرآن
لغوا فيه ، فأنزل الله هذا النظم البديع ليعجبوا منه ، ويكون تعجبهم سبباً
لاستماعهم ، واستماعهم سبباً لاستماع ما بعده ، فترق القلوب وتلين الأفئدة .
وهذا القول كان مظنّة لإقبال المستمعين
على القرآن كما تدل على ذلك وقائع الأحداث عند تلاوة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم لهذه الفواتح على قريش ، وقد ضعّفه ابن
كثير القرشي ( ت : ٧٧٤ هـ ) .
__________________