بسم الله الرحمن الرحيم
هذا بحث قد يكون جديداً في موضوعه ، أو أصيلاً في نتائجه ، ولا أدعي ذلك كوني صاحب هذا البحث ، أو كاتب فصوله المتواضعة ، ولكن طرافة موضوعه ، وجدة مباحثه ، ودقة تطبيقاته ساقت لمثل هذا الادعاء.
هناك جدبٌ حضاري لدى جملة من المثقفين ، وطائفة من المستشرقين ، يوحي بأصالة النظريات النقدية والفنية واللغوية في الدراسات الأوروبية ، دون ريادة لحضارة الأمة العربية التي أسست معالم الثقافة والفن والإبداع.
وقد جاء هذا البحث مؤصلاً للنظرية العربية في علم الأصوات : phonetics التي تطورت فيما بعد للتخصص في علم الصوت الوظيفي : التشكيلي phonology وكان مجال ذلك تطبيقاً وتنظيراً في أرقى نصّ عربي ؛ وهو القرآن الكريم ، لذلك فالصوت اللغوي في حياة التراث ليس جديداً ، ولكنه في القرآن ـ فيما أزعم ـ يوحي بالجدة والطرافة والحداثة.
فالقرآن كتاب الله العظيم ، ومعجزة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم الخالدة ، وتطبيق البحث الصوتي قرآنياً ، فيه صعوبة ومعاناة ، وتسخير مفاهيم الصوت للقرآن ليس أمراً يسيراً ، فالقرآن وهو عربي العبارة يتسع لمئات الجزئيات في العربية ، والعربية وهي عالمية اللغة تسير مع العالم في أصواته السابحة ،