خروجه ، وعوامل
تقاطعه ، واختلاف جرسه بحسب اختلاف مقاطعه ، وبذلك يعطينا الفروق المميزة بين
الأصوات والحروف فيقول :
« إعلم أن الصوت عرض يخرج مع النفس مستطيلاً
متصلاً ، حتى يعرض له في الحلق والفم والشفتين مقاطع تثنيه عن امتداده واستطالته ،
فيسمى المقطع أينما عرض له حرفاً ، وتختلف أجراس الحروف بحسب مقاطعها ، وإذا تفطنت
لذلك وجدته على ما ذكرته لك ، ألا ترى أنك تبتدىء الصوت من أقصى حلقك ، ثم تبلغ به
أي المقاطع شئت ، فتجد له جرساً ما ، فإن انتقلت عنه راجعاً منه أو متجاوزاً له ثم
قطعت ، أحسست عند ذلك صدى غير الصدى الأول ، وذلك نحو الكاف ، فإنك إذا قطعت بها
سمعت هنا صدى ما ، فإن رجعت إلى القاف سمعت غيره ، وإن جزت إلى الجيم سمعت غير
ذينك الأولين ...
هذا العرض في إحداث الصوت كشف لنا عن
مصطلح حديث عند الأوروبيين هو المقطع ، وأقف عنده لما استقطبه هذا الاصطلاح الذي
سيره « ابن جني » من مناقشات وممارسات أصواتية متميزة ، كان هو الأساس فيها في
الدلالة الدقيقة على المعنى المراد دون غيره عند الأصواتيين العالميين.
الأصوات عادة تتجمع في وحدات ، تكون تلك
الوحدات أكبر من الأصوات بالضرورة ، لأنها أطول مسافة صوتية ، فتشكل في أكثر من
صوت وحدة صوتية معينة ، وأهم هذه الوحدات هو المقطع الذي تذوقه ابن جني ، فرأى فيه
ما يثني الكلام عن استطالته وامتداده تارة ، وما تحس به صدى عند تغير الحرف غير
الصدى الأول تارة أخرى.
والتعريف البسيط للمقطع هو « تأليف
أصواتي بسيط ، تتكون منه واحداً أو أكثر كلمات اللغة ، متفق مع إيقاع التنفس
الطبيعي ، ومع نظام اللغة في صوغ مفرداتها » .
وقد جرى تأليف المقطع العربي على البدء
بحرف صامت ، ويثنى
__________________