الصاد ، الزاي ،
السين ، الظاء ، الذال ، الثاء ، الفاء ، الباء ، الميم ، والواو ـ .
وهذا الترتيب مخالف للخليل ، وفيه بعض
المخالفة لسيبويه في ترتيبه كما يظهر هذا لدى المقارنة في جدولة الترتيبين كما سبق.
وابن جني لا يخفي هذا الخلاف بل ينص
عليه ، ويذهب إلى صحة رأيه دونهما فيقول :
« فهذا ترتيب الحروف على مذاقها وتصعدها
، وهو الصحيح ، فأما ترتيبها في كتاب العين ففيه خطل واضطراب ، ومخالفة لما قدمناه
آنفاً محاربته سيبويه ، وتلاه أصحابه عليه ، وهو الصواب الذي يشهد التأمل له بصحته
» .
ثانياً
: ويضيف ابن جني إتماماً لنظريته في
الأصوات : ستة أحرف مستحسنة على حروف المعجم العربي ، وثمانية أحرف فرعية مستقبحة
، ولا يصح ذلك عنده إلا بالسمع والمشافهة ، حتى تكون حروف المعجم مع الحروف
الفرعية المستحسنة خمسة وثلاثين حرفاً ، وهما مع الحروف الفرعية المستقبحة ثلاثة
وأربعون حرفاً.
ولا معنى لهذه الإضافات من قبله لو لم
يكن معنياً بالصوت ، فحروف العربية تسعة وعشرون حرفاً ، لا شك في هذا ، ولكن
الحروف المستقبحة والمستحسنة التي أضافها ، وإن لم يكن لها وجود في المعجم العربي
، إلا أن لها أصواتاً في الخارج عند السامعين ، وهو إنما يبحث في الأصوات فأثبتها
، فعادت الأصوات في العربية عنده ثلاثة وأربعين صوتاً ، وهو إحصاء دقيق ، وكشف
جديد ، وتثبيت بارع.
وقد ذهب ابن جني في هذه الحروف مذهباً
فنياً تدل عليه قرائن الأحوال ، فهو يعطي استعمالها في مواطنه ، وتشخيصها في
مواضعه ، فالحروف المستحسنة عنده ، يؤخذ بها في القرآن وفصيح الكلام ، وهي :
__________________