لقد أهتم علماء الأصوات المحدثون بوصف الجهاز الصوتي ، وبيان وظيفته في تفصيل دقيق استعانوا على تحقيقه بعلم الصوت الفسملجي ، فأعطوا ثمرات جيدة ومفيدة ، ولكنها لا تختلف إلا قليلاً عن معطيات قدماء العرب ، ولقد اقتصر العالم اللغوي دي سوسور ( ١٨٥٧ ـ ١٩١٣ م ) أبرز لغوي أوروبي في العصر الحديث ، اقتصر في وصفه لجهاز الصوت على تجويف الأنف ، وتجويف الفم ، والحنجرة بما في ذلك فتحة لسان المزمار الواقعة بين الوترين الصوتيين ، وكانت المفردات التي أخضعها للدراسة عبارة عن الشفتين ، واللسان ، والأسنان العليا ، والحنك ، واللهاة.
يقول دي سوسور : « إن فتحة لسان المزمار تتألف من عضلتين موازيتين ، أو حبلين صوتيين ، تفتح كلما ابتعدت العضلتان ، بعضهما عن بعض ، وتغلق عندما تقتربان ، وعندما تتسع الفتحة تسمح بدخول الهواء بحرية كاملة فلا يحدث أي تذبذب في الوترين الصوتيين. في حين يحدث مثل هذا التذبذب ( الصوت ) عندما تكون الفتحة ضيّقة. وليس لهذه العملية في إخراج الأصوات بديل عادة.
إن التجويف الأنفي عضو غير متحرك ، ولا يمكن إيقاف تدفق الهواء فيه إلا برفع اللهاة. فهو عبارة عن باب مفتوح أحياناً.
أما تجويف الفم ، فالاحتمالات التي يوفرها أكثر : إذ يمكن استخدام الشفتين لزيادة طول القناة ( تجويف الفم ) كما يمكن دفع الفكين إلى الخارج أو تقليصهما نحو الداخل. وللشفتين واللسان حركات كثيرة مختلفة يمكن استخدامها ، ويتناسب دور هذه الأعضاء في إخراج الأصوات تناسباً طردياً مع مرونة حركتها ، فالحنجرة والتجويف الأنفي ثابتان ، لهما وظيفة ثابتة ... ويستطيع المرء أن يخرج صوتاً حنجرياً بشد الوترين الصوتيين ، ولكن الحنجرة لا تستطيع أن تخرج أصواتاً متنوعة ... أما القناة الأنفية فليس لها من وظيفة في النطق سوى إحداث رنين للذبذبات الصوتية ... وعلى العكس من ذلك يسهم تجويف الفم في إخراج الأصوات وإحداث الرنين.
وموجز القول : إن العناصر التي تسهم في إخراج الأصوات هي :