والبخاري وانْ لم يخرج عن عطيّة في كتابه المعروف بالصحيح ، أخرج عنه في كتابه الآخر ( الأدب المفرد ) ... وهذا الكتاب وانْ لم يلتزم فيه بالصحّة لكنْ من البعيد أن يخرج فيه عمّن يراه من الكذّابين !!
وأبو داود السجستاني أخرج عنه في كتابه الذي جعلوه من الصّحاح الستة ، وقال الامام الحافظ إبراهيم الحربي لمّا صنف أبو داود كتابه : « ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد » نقله قاضي القضاة ابن خلّكان (١). وفي المرقاة في شرح المشكاة : « قال الخطابي شارحه : لم يصنّف في علم الدين مثله ، وهو أحسن وضعاً وأكثر فقهاً من الصحيحين. وقال أبو داود : ما ذكرت فيه حديثاً أجمع الناس على تركه. وقال ابن الأعرابي : من عنده القرآن وكتاب أبي داود لم يحتج معهما إلى شيء من العلم ألبتة. وقال الناجي : كتاب الله أصل الاسلام وكتاب أبي داود عيد الاسلام ، ومن ثمَّ صرّح حجة الاسلام الغزالي باكتفاء المجتهد به في الأحاديث ، وتبعه أئمة الشافعيّة على ذلك » (٢).
فهذا طرف من كلمات القوم في وصف كتاب أبي داود الذي أخرج فيه عن عطية العوفي.
والترمذي أيضاً أخرج عن عطيّة في كتابه المعدود من الصحاح الستّة
__________________
(١) وفيات الأعيان ٢ / ١٣٨.
(٢) المرقاة في شرح المشكاة ١ / ٢٢.