٥ ـ تكلّم الأئمة فيه. ولهذه الأمور وغيرها تكلّم فيه الأئمة في زمانه. قال الخطيب : « عابه جماعة من أهل العلم في زمانه » (١) ثم ذكر : ابن أبي ذئب ، وعبد العزيز بن الماجشون ، وابن أبي حازم ، ومحمد بن اسحاق (٢) وقال ابن عبد البر : « تكلّم ابن أبي ذئب في مالك بن أنس بكلامٍ فيه جفاء وخشونة كرهت ذكره » (٣) وتكلّم فيه ابراهيم بن سعد ـ وكان يدعو عليه ـ وعبد الرحمن بن زيد بن اسلم ، وابن أبي يحيى (٤).
وثانياً :
لقد جاء في سيرة محمد بن اسحاق التي جمعها ابن هشام خطبة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجة الوداع ، وممّا جاء في الخطبة قوله : « وقد تركت فيكم ما إنْ اعتصمتم به فلن تضلّوا أبداً أمراً بيّناً : كتاب الله وسنة نبيّه » (٥).
خطبة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في حجة الوداع ، في سيرة ابن اسحاق التي جمعها ابن هشام ليس لها سند حتى ننظر فيه ، وإنما جاء في الكتاب المذكور : « خطبة الرسول في حجة الوداع : قال ابن اسحاق : ثم مضى رسول الله ـ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ـ على حجّه ... وخطب الناس خطبته التي بيّن فيها ما بيّن ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيّها الناس ! إسمعوا قولي ... » هذا أولاً.
وثانياً : إن محمد بن اسحاق من رواة حديث الثقلين مع التصريح بصحّته ،
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٠ / ٢٢٣.
(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٢٢٤.
(٣) جامع بيان العلم ٢ / ١٥٧.
(٤) جامع بيان العلم ٢ / ١٥٨.
(٥) سيرة ابن هشام ٤ / ٦٠٣.