كسائر العصور ، وعلى كلّ مسلمٍ يريد العمل بما قاله الله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يعرف من يريد التمسّك به ، وقد قال رسول الله ـ في الحديث المتفق عليه بين المسلمين ـ : « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتةً جاهلية » (١).
٥ ـ وقد دلّ هذا الحديث على التمسّك بالعترة كوجوب التمسّك بالكتاب بلا فرق ...
ومن المناسب أن نورد هنا كلام العلاّمة الاستاذ توفيق أبي علم في ( فقه الحديث ) فإنّه قال بعد الحديث :
« وقد يكون هذا صريحاً في خروج النساء من أهل البيت ، واختصاصه بعشيرته وعصبته ، وهو رأينا الذي انتهينا إليه في ختام هذا البحث. والله أعلم.
وحديث الثقلين من أوثق الأحاديث النبوية وأكثرها ذيوعاً ، وقد اهتم العلماء به اهتماماً بالغاً ، لأنه يحمل جانباً مهمّاً من جوانب العقيدة الإسلامية ، كما أنه من أظهر الأدلة التي تستند إليها الشيعة في حصر الإمامة في أهل البيت ، وفي عصمتهم من الأخطاء والأهواء. لأنّ النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قرنهم بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه. فلا يفترق أحدهما عن الآخر ، ومن الطبيعي أن صدور أيّة مخالفة لأحكام الدين تعتبر افتراقاً عن الكتاب العزيز ، وقد صرّح النبي بعدم افتراقهما حتى يردا على الحوض ، فدلالته على العصمة ظاهرة جليّة.
وقد كرّر النبي هذا الحديث في مواقف كثيرة ، لأنه يهدف إلى صيانة الأمة ، والمحافظة على استفامتها وعدم انحرافها في المجالات العقائدية وغيرها ، إنْ تمسّكت بأهل البيت ولم تتقدم عليهم ولم تتأخّر عنهم. ولو كان الخطأ يقع منهم
__________________
(١) هو بهذا اللفظ في عدّةٍ من المصادر ، منها : شرح المقاصد ٥ / ٢٣٩ وله ألفاظ أخرى في المسند ٤ / ٩٦ ، سنن البيهقي ٨ / ١٥٦ وغيرهما.