وقال الشريف الحافظ السمهودي : « الذين
وقع الحثّ على التمسّك بهم من أهل البيت النبوي والعترة الطاهرة هم العلماء بكتاب
الله عزّوجل ، إذ لا يحث صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم على التمسّك بغيرهم ، وهم
الذين لا يقع بينهم وبين الكتاب افتراق حتى يردا الحوض ، ولهذا قال : لا تقدّموهما
فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم » .
وقال الشيخ القاري في شرح المشكاة : «
وأقول : الأظهر هو أنّ أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله ، فالمراد
بهم أهل العلم منهم ، المطلّعون على سيرته ، الواقفون على طريقته ، العارفون بحكمه
وحكمته ، وبهذا يصلح أن يكونوا عدلاً لكتاب الله سبحانه ، كما قال : ( ويعلّمهم الكتاب والحكمة
) .
ولقد نصَّ نظام الدين النيسابوري في (
تفسيره ) على ضوء حديث الثقلين على كون « عترته » صلىاللهعليهوآلهوسلم
« ورثته ، يقومون مقامه » وهذه عبارته بتفسير قوله تعالى : ( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم
رسوله )
قال :
« وكيف تكفرون ، استفهام بطريق الإنكار
والتعجّب. والمعنى : من أين يتطرّق إليكم الكفر والحال أن آيات الله تتلى عليكم
على لسان الرسول صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم غضّةً في كلّ واقعة ، وبين أظهركم
رسول الله يبيّن لكم كلّ شبهة ويزيح عنكم كلّ علّة ...
أما الكتاب فإنه باق على وجه الدهر.
وأمّا النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ]
وسلّم فإنه وانْ كان مضى إلى رحمة الله في الظاهر ، ولكنّ نور سرّه باقٍ بين
المؤمنين ، فكأنه باق ، على أنّ عترته صلّى الله عليه
__________________