والعترة الطاهرة في
كلّ زمانٍ وجدوا فيه إلى قيام الساعة ، حتى يتوجّه الحث المذكور إلى التمسّك به ، كما
أن الكتاب العزيز كذلك ـ ولهذا كانوا ـ كما سيأتي ـ أماناً لأهل الأرض فاذا ذهبوا
ذهب أهل الأرض » .
وكذا قال المنّاوي بشرح الجامع الصغير ٣
/ ١٥.
والزرقاني المالكي بشرح المواهب اللدنية
٧ / ٨.
ونقلا كلام الشريف السمهودي الحافظ
المذكور ...
٥ ـ دلالة الحديث على إمامة الأئمة من العترة :
واذ قد عرفت « فقه حديث الثقلين » على
ضوء كلمات علماء أهل السنّة المحققين ، بعد الوقوف على كثيرٍ من أسانيده وألفاظه
... تتمكّن بكلّ سهولةٍ أن تعرف الذين جعلهم الله ورسوله قائمين مقام الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من بعده ، في إدارة شئون المسلمين
وتدبير أمورهم ، وتعليمهم الكتاب والحكمة ، وتزكيتهم وإرشادهم ... الى غير ذلك من
وظائف النبوّة ...
وإنّ القيام بذلك لا يليق الاّ لمن كان
طاهراً مطهّراً من جميع أنواع الرّجس ، وقد عرفت أنّ المراد من « عترتي أهل بيتي »
هم : « أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً ».
وإلاّ لمن كان أعلم الناس بالكتاب
وأعرفهم بحقائق الدين ... ولا ريب في أن « أهل بيته » كذلك ، ومن هنا فقد ورد
التصريح بذلك في بعض ألفاظ حديث الثقلين ، كاللفظ المتقدّم نقله عن الحافظ
الطّبراني في ( المعجم الكبير ) المشتمل على قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: « فلا تقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنهم أعلم
منكم » .
__________________