عين تلك الخطة والهواء ذلك الهواء والشمس تلك الشمس والنهران اللذان يجريان فضة وذهبا الفرات ودجلة هما أيضا ذلك الفرات ودجلة والأهلون هم أيضا في عين ذلك المحيط ينشأون تحت ذلك المؤثر ، وفيه يعيشون آمنين ومطمئنين إلى أن يشرق مستقبل هذه القطعة المباركة ، وحسب وسعي ما دمت فيما بينكم أجد وأجتهد في إيصال هذا الأمر إلى الدرجة القصوى.
هذا وإني أمين من جميع الوطنيين من أن يعضدوني ، ويؤازروني في إخراج هذه الوظيفة المهمة التي أودعنيها حضرة الخليفة الأعظم من القوة إلى الفعل ، لأن قوة الحكومة المشروطة ومدار استنادها هو المجموع المتشكل من الأفراد ، ومن أجل ذلك كانت الحكومة والملّة شيئا واحدا ، متحد الوجود ، وفي التشبث للعمران ينبغي أن يكون كل منها ظهيرا ومعينا للآخر ، فالملّة ينبغي لها أن يكون جميعها في شكل جمع واحد في مقابلة من يهاجمها حتى يسعها أن تكتسب الحياة وتفوز بالقدرة ولذلك تصمّم على كسر أيدي الخائنين والمنافقين الذين يمدون أيديهم ليورثوا الخراب والخسار لذلك المجتمع المتحد المحترم.
فالهيئة العثمانية المتركبة من أفراد الملّة لا يفرق بين فقيرهم وغنيّهم ولا تفاوت بين كبيرهم وصغيرهم في نظر الحكومة والقانون ، إذ كلهم متساوون ، ويحافظ على حقوق كل منهم ، أما مأمورو الحكومة فقد تعينوا لتأمين المناسبات الدائمة الحسنة بين الأفراد ، ومن أجل ذلك إن معاشاتهم تؤخذ من الأفراد ، هم خدم الملة ، فبناء على ذلك ينبغي إن يعلم كل أحد أن باب الحكومة مفتوح لكل أحد ولا تمس حاجة بقدر الذرة إلى توسيط زيد وعمرو عند المراجعة للحكومة.
أيها السادة :
أريد أن أوضح لكم هذا أيضا قبل أن أختم مقالي اعلموا أن