الخطة العراقية باب من حديد للخلافة المعظمة الإسلامية في مقابلة الجنوب ، فالأنظار التي تتوجه أو الأيدي التي تمد من الجنوب نحو الخلافة الإسلامية والسلطة العثمانية يلزم الاجتهاد لمنع دخولهما من هذا الباب وهو وظيفة عموم العثمانيين بيد أنها وظيفة مبجلة لهم بحيث يجتهدون ويكونون متحدين على أمنية واحدة حتى يفدوا بأرواحهم.
فإذا اجتهدنا لهذا كنا قد هيأنا للإسلامية منافذ تخدم للإشراق نحو الشرق وأسأل الله العظيم أن يجعل التوفيق رفيقنا طرّا آمين (١).» ا ه.
وجاء خطاب الوالي موضحا لمضمون الفرمان ، ولكن المطالب عامة ، وكانت له صلاحية كبيرة في عزل الموظفين عدا العدليين والشرعيين ، وأن الدولة شعرت بأن الموظفين السابقين لا يصلح غالبهم للعمل ، أو أنهم اشتهروا بأمور من شأنها أن تجعل الدولة في وضع منفور وأنها مجموعة سفهاء وأشرار ، وخوّل الوالي هذه الصلاحية ولم تقف الدولة عند حدود الفرمان والخطاب ، وإنما بعثت نظارة الداخلية له الخطة التي يسير عليها ، فلا تريد أن تدعه يقوم بأعمال كهذه خطيرة دون أن توجه أعماله. وفي هذا ما يشعر بأن الخطة العراقية تحتاج إلى اهتمام زائد ، ومن الضروري أن يكون الموظفون قد حازوا الأوصاف اللازمة. وفي ذلك حث على السرعة ، وأن يتداول مع والي البصرة ، فيكون العمل مشتركا.
ولم نجد عملا مثمرا من هذا الاهتمام ، ولا صلاحا من الفرمان ، ولا من الخطاب ولا من أمر وزارة الداخلية ، فكلها ذهبت هباء. وهذه الأمور تذكرنا بحكاية (حمارة القاضي) ، فإنه طلب أن تكون أوصافها مقبولة. فأجابه المكلف باختيارها بأن هذه الأوصاف لا توجد في أحد الناس.
__________________
(١) الزوراء عدد ٢٣٢٢.