ساعون لسلامة الأهلين وسعادة أحوالهم. ونأمل أن نصل إلى الغاية المطلوبة ، فنرى الآثار النافعة وثمار المساعي في أقرب مدة ، ولا أمل لنا إلا تكثير الغنى والعمارة والتوسل بأسبابهما.
وليعلم أن الغنى هنا لا يراد به جمع النقود ووضعها في الصناديق أو الخزانات وحبسها هناك وإنما النقود المطلوبة هي أن تتداول بين الناس وأن يراعى فيها وجائب العصر وحالاته ، وأن تراعى التجارة والزراعة كما يقتضيه العصر فترتكز على أصل صحيح ، وأن نفع الأمة من هذه الطريق هو فائدة للدولة ، وهي فائدة للأمة. فلا فرق في هذا الاتصال والتلازم .. وهذا من الأمور المسلمة في العالم والمقطوع بها. وكلها مما يؤدي إلى التنظيم والغنى ..
هذا وليعلم كل موظف أنه لم يعمل لنفسه ، وإنما يعمل في حدود وظيفته للقيام بخدمة الأهلين وسلامتهم وسعادتهم ، وليعاون الأهلون الموظفين فهم في حاجة إلى تسهيل هذه المهمة التي يقومون بها ، وليتحملوا المشاق في هذا السبيل فيما لم يدركوا نتائجه ، وهو مما يعود للكل بالخير.
والحاصل أن كل ما يعمل لا يقصد منه إلا راحة الأهلين وسعادتهم وسلامتهم فمن واجبهم الانقياد والطاعة التامة. ونسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يرضي السلطان من الخدمات ، وأن نؤديها بنجاح ، وأن ينجينا من الخطأ جميعا .. آمين ..
هذا ملخص خطاب الوالي ، وفيه حث على النظام ، وتشويق للزراعة والصناعة والتجارة ، وحث على طاعة الموظفين ، وبيّن فيه واجبات كل من الموظفين والأهلين ، فكأنه يتكلم بلسان اليوم ، ويدعو لخير العمل ، ويضرب الأمثال لمراعاة التقدم والأخذ بأسباب الحضارة .. مبديا أن غرض السلطان مصروف لراحة الأمة وسعادتها ،