السرقة ، وقطع الطرق وما شاكل من الحالات الفجيعة. وبذلك زال العناء عن الأهلين ... إلا أنه نظرا لحداثة سنه لم ينظر بعيدا في بعض الأمور يضاف إلى ذلك إلقاءات بعض قرنائه فسقط في حب دعوى التفرد فتوالت المصائب المتنوعة عليه من كل صوب لحد أن حالت أفندي المشهور الذي هو من دهاة عصره ومن يعد في مقدمتهم اتخذ معه تدابير حكيمة فأخرج بغداد من قبضته وقضى عليه ولم يبلغ حدود الثلاثين من عمره ... ثم ذكر وقعة اليزيدية والظفير وأنه رجع مخذولا في حربهما ...
ثم قال : إن حركته هذه بفيلق عظيم ، وتجاوزه حدود إيالته إلى ايالات أخرى مما أغضب عليه وكلاء الدولة لا سيما أنه لم يقم بما تعهد به من بدل مخلفات سليمان باشا وعلي باشا فأهمل الأداء فأرسلت الدولة حالت أفندي الرئيس السابق للمطالبة فوصل إلى بغداد فلم تؤثر في الوزير أقواله فعاد إلى الموصل فمكث فيها ثم كتب إلى عبد الرحمن باشا. وهذا جاءه بجيش يتجاوز العشرة آلاف بين خيالة ومشاة وجلب معه عبد الله آغا الخازن وكان في السليمانية. وهذا من عتقاء سليمان باشا الكبير ، وله حق السبق بالنظر لأقرانه. فنصبه حالت أفندي (قائممقاما) وتوجه إلى بغداد فصار الجيش في أطرافها وحواليها ، فحدثت معركة بين جيش الوزير وجيش حالت فكانت وبيلة جدا ولم يدخر أحد منهما وسعا. وأن عبد الرحمن باشا انسحب إلى جانب وظهرت بوادر النجاح لسليمان باشا ولكن جيشه تفرق عنه بلا سبب ليلا مما ولد حيرة وعلى هذا سار ومعه نحو ١٥ من آغوات الداخل فعبر نهر ديالى فغدرت به عشيرة الدفافعة. ولذا استولى أسف على الكل حينما علموا بقتله ونالهم حزن عظيم» اه (١) ...
__________________
(١) تاريخ الكولات ص ١٦.