والتعدي ، وهو بشوش متواضع ، رقيق القلب ، رؤوف وحليم. وكان وقاد الذهن ذكيا ، شجيعا وجلدا ، ومقبولا من الكل» اه (١) ...
قال عثمان بن سند :
«ولما تولى الوزارة ... سار سيرة حسناء ، في أهل بغداد والرعناء ، وجرى على منهاج السلف في الاعتقاد ، وانحرف عن الجور وحاد ، ورغب في الفنون الحديثة ، ونكب عن الأبحاث الفلسفية ، ومنع قضاة أعماله عن أخذ العشور ورتب لهم معلوما من بيت المال بانقضاء الشهور وله أشياء حسنة ، فطابقت عليها الألسنة ، وحظي عنده شيخنا علي بن محمد السويدي العالي الإسناد ... قال : بعد أن أثنى عليه :
وسمعته يقول إنه عباسي النسب فهو على ما قال من أشرف العرب» اه (٢) ....
وقال بعد قتله :
«فمذ قتله ذلك الدفاعي ، وأخبر بموته الناعي ، كثر عليه الأسف ، وذرف عليه كل طرف ووكف ، وندبه الفضل والعدل ، وأشمت كل مبغض كل :
بكى الفضل والانصاف والعلم والتقى |
|
عليه وزالت كل شمس عن السمت |
وأصبحت الآفاق تندب مفردا |
|
أحض على تقوى وأبقى على سمت |
فأغصان الفضل بموته ذوابل ، وأجفان الفضل عليه هواطل ،
__________________
(١) دوحة الوزراء ص ٢٤٨.
(٢) مطالع السعود ص ١٨٨ وترجمة الشيخ علي السويدي في غرائب الاغتراب. كان أحد شيوخ أبي الثناء الآلوسي وذكر اتصاله بالوزير وأنه لا يصدر عن رأيه وهو يسعى في نصحه غاية سعيه. وامتحن بعد قتله بسبب ذلك.