وفي تاريخ زاده أن أطوار هذا الوالي كانت لا تليق بمهمة الوزارة وأن معاملاته قد خرجت عن حدود الطاعة فعهد بالأمر إلى (حالت محمد سعيد) فقام بالمهمة لإعادة النظام إلى بغداد وبسهولة ثم قتله وورد رأسه المقطوع إلى استنبول في يوم الخميس ١٠ شوال ١٢٢٥ ه فدفعت بقتله غائلة جسيمة (١).
ثم بين أن حالت عمل بعد ذلك لإعادة النظام ، وأن عبد الله باشا نصب قائممقاما. ولما خول بأن بوجه الولاية إلى من يشاء بفرمان مفتوح وله أن يحشي اسم من أراد ، عهد بولاية بغداد إلى عبد الله باشا ، وأرشده إلى ما يجب عمله لإعادة النظام وعاد (٢).
حياة الوزير سليمان باشا القتيل :
إن الوزراء الأخيار قليلون وأقل منهم من راعوا حقوق الأفراد ، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ، وأصلحوا حالة المجتمع ... وهذا أحدهم إلا أن سلطة الحكومة لم تناصره بل لا تريد أن تساعده في مشروع يفسد عليها ادارتها ويكون قدوة مثلى ونتيجة صالحة وإنما بذلت الجهود للقضاء عليه وإحباط مساعيه لا سيما بعد أن عرفت أنه حاول إصلاح القضاء ، والسلوك الديني المرضي أتباعا للسلف الصالح ، والطريقة المثلى.
كانت مدة وزارته بانضمام أيام القائممقامية ثلاث سنوات وشهرين وخمسة وعشرين يوما. وعمره نحو خمس وعشرين سنة جاء في الدوحة :
«هو في حد ذاته صاحب مروءة ، وليس له ميل إلى الظلم
__________________
(١) تاريخ شاني زاده ج ١ ص ٤٠٦.
(٢) تاريخ شاني زاده ج ٢ ص ٢٦.