المتزلفين للحكومة يعدون هذا غائلة ، أو فتنة ، أو خيانة ، أو ثورة ... وفي كل هذه لم يحذروا الحكومة من سوء العاقبة لتحسن سلوكها. بل مدحوها بقصائد وقووا عزمها للوقيعة بالعشائر ... فكانت نفوسهم ذليلة وخضوعهم بالغا حده. والتاريخ سجل ما هنالك. وغالب ما يعزى ذلك إلى سوء ادارة الموظفين وإلا فأصل الدولة لا تقصد الاضرار.
المدرسة المغامسية :
إن حكم المنتفق على البصرة لم يكن عشائريا. وإنما كان هناك قاضي شرع. وإن من بقايا أعمال الأمير مغامس المدرسة المغامسية منسوبة إليه. ولا نعرف عنها تفصيلا أكثر من أنها كانت في أقاصي البصرة أسست لتدريس العلوم وإطعام الطعام للطلاب. ولما اندرست آلت موقوفاتها إلى المدرسة الحللية من تأسيس أحد آل المفتي من الحلليين بحكم من قاضي البصرة في ٨ ذي الحجة سنة ١٢٤٤ ه (كتاب المعاهد الخيرية).
غزو آخر على زبيد :
إن الوزير بعد أن انتصر في البصرة وأعاد لها النظام على نصابه ، ورأى أحوال الجزائر ورتبها عاد إلى الزوراء ولكن عشيرة زبيد كانت في غيبة الوزير أخذت تعكر صفو الأمن. سمع بذلك فلم يعرهم اهتمامه وإنما أخرهم لوقت آخر وأضمر لشيخهم عبد القادر الغيظ والوقيعة.
قالوا : وهذا الشيخ لا يكاد يوازيه أحد في دهائه. كان نبيها متيقظا ، لم يطع الحكومة ولم يناوئها بصراحة. فتراه لا يجسر أن يقوم. وإنما يحرك العشائر الأخرى ويغريها في حين أنه يبدي للولاة الانقياد والطاعة والخدمة ... وكان يداريهم ولكنه يترقب الفرص. اطلع الوزير على دخائله. سامحه مرات وعفا عن كثير من أعماله إلا أنه رأى منه تعندا وطغيانا ...