صاحبها عزيز المولوي على الوزير لما قام به. وهذه غير ما جاء في (قويم الفرج بعد الشدة). استعرض وقائعه وما أحدث من نظام ، ثم مضى إلى وقائع البصرة وذكر التغلب عليها.
وبعدها جاءت في هذه المجموعة قصيدة عامية بدوية ذكر فيها وقائعه مع البصرة وتعرض لذكر العبيد والعزة والغرير مع الشبيب وأوضح عن اليزيدية في سنجار ، وربيعة والخزاعل ودعا الوزير ب (أخو فاطمة). ولعله ذكر ذلك بمناسبة حرب البصرة. أورد عنها وعن زبيد (١) ...
ونرى من مجرى هذه الحادثة أن العشائر كانت متذمرة من إدارة الحكومة وكذا الأهلون. تجمعوا عليها من كل صوب وقاتلوا قتالا عنيفا. ولكن في مثل هذه المواطن يعوزهم النظام والتدريب ... وهذا سبب الخذلان ، ولو كانت هذه الحرب نجحت لصالحهم لا ستقلوا من ذلك الحين ولأخفق سعي الدولة ولما بقي لها أمل في كل العراق. وما ذلك إلا أنها لا تريد التحول عن سياسة واحدة مع كل الأقوام. وهذا أحد أسباب الفشل وإن التغلب لم يثن العزم. ودامت الوقائع مستمرة ومتوالية.
قارعهم العرب بعدها مقارعات وبيلة ، رأوا العطب منهم وصاروا يخافون من ظل العربي وخياله ومن عرف أن المنتفق قارعوهم أكثر من مائة وسبعين سنة بعد هذا الحادث علم درجة هذه المطاحنات ومقدار النفوس الهالكة في هذا السبيل بل امتد ذلك أكثر وأكثر.
ولا ينكر أن أكابر السلاطين أسسوا لهم ملكا عظيما ، وسيطروا على البلاد سيطرة لا مثيل لها ، ولا يزالون إلى أمد قريب يعيشون بتلك النعمة وفي كل هذه يجادل العربي عن استقلاله والقوى الفائقة لم تفل من عزمه ، ولا فترت من حبه لوطنه ... والمصيبة أن نرى مؤرخينا
__________________
(١) مجموعة منظومة فيها قصائد تركية وعربية ، غالبها مؤرخ في سنة ايراده. والظاهر أن التركي منها من نظم عزيز المولوي.